الموظفون وعملهم!
عرفنا أن هناك لجنة رسمية تشكلت لدراسة وبحث اقتراح بتخفيض عدد أيام العمل للموظفين من خمسة في الأسبوع إلى أربعة فقط، وقال رئيس جهاز التنظيم والإدارة إن اللجنة سوف تنتهي من عملها في غضون أربعة أسابيع، بينما أشارت معلومات صحفية أن ثمة أربعة خيارات في هذا الاقتراح تدور حول عدد ساعات العمل في اليوم الواحد وتقسيم يوم العمل إلى ورديات، وذلك لضمان انتظام تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وانتظام دولاب العمل الحكومي..
وهذا الاقتراح ليس بدعة، لأن هناك من يعملون في الخارج الآن من منازلهم مستفيدين بما حققته التكنولوجيا من تقدم.. يحدث ذلك في شركات كبيرة دون أن تضطرب أعمالها وأنشطتها.. غير أن الاقتراح الذي يدرس الآن مصريا مختلف عن ذلك.. أنه يستهدف تخفيضا في التكاليف وتخفيفا للزحام في الشوارع، رغم أن هذا الزحام ليس مقتصرا على ساعات بدء الموظفين أعمالهم وموعد انصرافهم من أعمالهم.. ومع ذلك لا بأس من دراسة وبحث أي اقتراح، بل لا بأس من تنفيذه إذا كان سيفيد المجتمع.
لكن أليس من الضروري أن تتضمن هده الدراسةً بحث آراء الموظفين أنفسهم، الذين سوف ينفذون هذا الاقتراح.. إن الموظفين رتبوا أنفسهم من قبل على نظام العمل الحالي، وهم سيكون لزاما عليهم إعادة هذا الترتيب في ظل ارتباطات أخرى، مثل مواعيد عودة الأبناء من المدارس، وأيضًا ارتباط بعضهم بأعمال إضافية لزيادة دخولهم التي تعرضت للتآكل بعد تعويم الجنيه وتخفيض الدعم؟
إن نجاح أو فشل أي نظام للعمل الحكومي في أيدي الموظفين، ولذلك قبل تطبيق أي نظام جديد للعمل يتعين أن نبحث موقفهم ورضاهم عن هذا النظام وقبولهم به أولا.
