رئيس التحرير
عصام كامل

تجربة قوائم الانتظار


لا أحد يختلف على تردي الخدمة الطبية في مصر سواء المستشفيات الحكومية أو الجامعية، وأن الحصول على خدمة طبية متميزة هي من حق من يمتلك القدرة المادية فقط، وأن من لا يمتلك الإمكانيات المادية المطلوبة عليه أن ينتظر دوره في قوائم الموت البطيء.


وخلال الفترة الماضية، ومنذ إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة القضاء على قوائم الانتظار بدأت تدب روح جديدة في المستشفيات الحكومية والجامعية، وتسرب شعور للمرضى الذين ينتظرون دورهم في قوائم الانتظار منذ شهور وربما سنوات أن هناك من يسأل عنهم ويشعر بآلامهم ويحاول أن يرفع عنهم آلام المرض بعد سنوات من الإهمال.

عدد مرضى قوائم الانتظار كان يحتاج تدخلا جادا من الدولة فمرضى قوائم الانتظار مواطنون صالحون يتحملون صعوبة الحياة خلال الفترة الحالية، وفوق ذلك يتحملون آلام المرض، حيث يقدر عددهم بنحو 18 ألف حالة جراحات حرجة ومتقدمة تشمل: «4802 عملية قلب مفتوح، و7156 حالة قسطرة قلب تداخلية، و2083 عملية جراحة عظام، و2432 عملية عيون»، إلى جانب عمليات جراحية أخرى مثل: «89 حالة زراعة كلى، و204 حالات زراعة كبد، و355 حالة زراعة قوقعة و92 حالة جراحة أورام و675 عملية مخ وأعصاب».

هذه الأرقام المفزعة جزء من مرضى قوائم الانتظار وهذه الأعداد تضاعفت مع بداية تنفيذ المبادرة.

وخلال الفترة الماضية تم تنفيذ الكثير من المبادرات في القطاعات المختلفة للتخفيف عن المواطنين، لكن للأسف الشديد لم يكتب لها النجاح، وكانت مثار سخرية وتندر على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحسب للدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة إيمانها بفكرة القضاء على قوائم الانتظار وقدرتها على التنفيذ وإصرارها على المتابعة وزيارة المستشفيات للتأكد من تفعيل المبادرة على أرض الواقع.

ويحسب للدكتور أحمد الأنصاري مدير مشروع قوائم الانتظار قدرته على تفعيل المبادرة على أرض الواقع ومتابعته المستمرة للمستشفيات التي دخلت ضمن المبادرة والتواصل مع المرضى للتأكد من إجراء العمليات الجراحية، ويحسب له سعة صدره في تحمل المرضى ومحاولة التخفيف عنهم، فهو مسئول بدرجة إنسان أعرف الكثير من المرضى الذين تواصلوا معه على هاتفه الخاص ولم تمر سوى دقائق حتى كانت إدارة المستشفيات تتصل بهم وتحديد موعد العملية.

رغم التحديات والصعوبات وقلة الموارد فإن وجود كوادر مثل الدكتور أحمد الأنصاري داخل وزارة الصحة قادرة على تغيير منظومة الصحة في مصر، شكرا لكل من فكر ونفذ وتابع وواصل الليل بالنهار من أجل نجاح هذه المنظومة ونتمنى لها أن تستمر حتى علاج آخر مريض في قوائم الانتظار.
الجريدة الرسمية