رئيس التحرير
عصام كامل

الرهبنة و«فيس بوك».. كيف تغيرت نظرة البابا لـ«التكنولوجيا» بعد حادث «أبومقار»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«مقتل الأنبا إبيفانيوس».. هذه الحادثة أصبحت نقطة تحول في علاقة الرهبان بـ«التكنولوجيا»، بعد حزمة القرارات التي أصدرتها لجنة الرهبنة وشئون الأديرة، وصادق عليها قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية.


حسابات الرهبان منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابعهم أقباط بالآلاف، وجاء الحادث لينهي علاقتهم بهذه الحسابات، ويعيدهم إلى سيرة الأولين.

واقعة رئيس دير الأنبا مقار، حولت علاقة البابا تواضروس الثاني نفسه بـ«مواقع التواصل»، حيث كان من أوائل الذين أغلقوا حساباتهم، إعمالا بالقرار، وعلق قائلا- في تدوينته الأخيرة عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: «الوقت أثمن عطية يعطيها الله لنا يوميا، ويجب أن نحسن استخدامها، والمسيحي يجب أن يقدس وقته، والراهب يترك كل شيء لتصير الحياة كلها مقدسة للرب».

وأضاف: «أن ضياع الوقت في الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعي صارت مضيعة للعمر والحياة والنقاوة». وتابع: «اهتم أيها المكرس بقداسة وقتك وعمرك لأنك تعطى عنه حسابا أمام الله، ولأن الطاعة من نذوري الرهبانية التي يجب أن أصونها وأحفظها لذا أتوقف عن صفحة فيس بوك الخاصة بى وأغلقها، وأحيي كل إخوتي وأبنائي الذين نهجوا طاعة لقرارات كنيستي المقدسة».

نظرة البابا تواضروس لمواقع التواصل الاجتماعي، تغيرت بعد الحادث، خاصة أنه أعلن في وقت سابق، تواصله مع الشعب، وفتح المجال للأسئلة عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، لكنه امتثل للقرارات باعتباره راهبا.

البابا تواضروس كان يرى أيضا أن «التكنولوجيا» لم تؤثر على أساسيات الرهبنة، وأعلن ذلك في اجتماع سابق ببعض رهبان الأديرة، لكن رؤيته هذه تغيرت بعد الحادث، حيث اتضح من القرارات مدى تأثير مواقع التواصل على الحياة الرهبانية.

ويرى البابا تواضروس أن الرهبنة تقوم على ترك الكل والاتحاد بالواحد، كما أن الحياة الرهبانية أرضيتها الإيمان، والإيمان يعمر الحياة ويجعل الراهب في يد الله القوية، قائلا «الخلاصة الاشتياق مشهد رهباني وهذا اشتياق معجون بالفرح».

«الرهبان أساس سلام الكنيسة».. هكذا لخص البابا تواضروس أهمية الحياة الرهبانية السلمية: «إن الرهبنة خزانة معرفة، ووجود الرهبان في الدير وشبعه من الإنجيل هو سبب السلام لدينا».

كما أن «الرهبنة» من وجهة البابا تواضروس هي « جوهرة الكنيسة»، واختصرها في مصطلح «رهبنة الكفن»، حيث إنها تبدأ بالصلاة التي تشبه الصلاة على الأموات.

ووضع البابا تواضروس، ثلاثة ركائز أساسية للحياة الرهبانية وهي «صوم عن العالم»، و«صوم عن الذات»، و«اشتياق إلى السماء»، واعتبر أن «الرهبنة» تنهي الصراعات الإنسانية.

وحذر البابا الرهبان من «الامتلاك»، قائلا «الراهب الذي يمتلك شيئا؛ سواء مال أو غيره، يكسر ندر رهبنته»، مؤكدا أن الفقر الاختياري أحد أهم ركائز الرهبنة، وليس «اللبس» هو ما يضع الإنسان في مصاف الرهبان، كما أن الراهب يلتزم العفة و«التبتل»، باختياره.
الجريدة الرسمية