«جمعة» شاعر لا يملك قوت يومه أنشد 40 قصيدة في حب مصر

في وسط السوق السياحي بمحافظة الأقصر، وبين الأعمال النحاسية العتيقة التي يزيد بريقها كلما مر عليها الزمن تجد «جمعة حامد عبد العزيز»، صاحب الـ63 ربيعًا الذي أخذت الدنيا منه الكثير لكنها تركت له الابتسامة والكرامة رغم صعوبة الحياة، بعدما أشفق عليه أبناء أصدقائه ليعمل في "الفرش".

عبد العزيز لم تساعده الحالة المادية على الالتحاق بالتعليم، لكنه لم يستسلم، فعلم نفسه بنفسه، ونمَّى موهبة الشعر وألف ما يقرب من 40 قصيدة شعرية تغنى بها في حب مصر تارة وتارة أخرى عن الصعيد وتهميشه.

يفتح عبد العزيز قلبه لـ«فيتو»، يقول إن تدهور الحال وسوء المعيشة، والأحداث السيئة التي مرت بها مصر، جعلته ينطق بكلمات شعرية يصف بها حاله وحال البلاد، وألف أكثر من 40 قصيدة، دون أن يلتحق بالتعليم.

وأشار إلى أن موهبته لم تلقَ أي اهتمام سواء من قصور الثقافة بالمحافظة، أو من الإعلام، حيث ذهب أكثر من مرة لقصر ثقافة الأقصر، لكن كانوا يطالبونه بمبالغ مالية لا يقدر عليها، كما عرضوا عليه أن تكتب أشعاره بأسماء أشخاص آخرين مقابل مبلغ مالي، لكنه رفض أيضًا، كما التقى به العديد من الإعلاميين في البرامج التليفزيونية، لكن دون أي اهتمام من المسئولين.

أضاف عبد العزيز متأثرًا والدموع تملأ عينيه، أن ضيق الحال وظروف المعيشة جعلته يعمل ترزي لسنوات طويلة.. تعلم اللغة الإنجليزية وعمل في السياحة لكن تدهور به الحال مما اضطره إلى بيع المحل بالكامل والماكينات.

وعن تهميش الصعيد كتب: “صعيدي يا ريس وبتكلم وش، ولا بعرف أنافق ولا أغش، 30 عام يا ريس، لا بعرف أنافق ولا أغش، قالوا ريس أنا قلت لايق في الهدوم والوش، بس الحروف يا ريس لسه مقريتش، عربي هيروغليفي هقرأ، بس إنجليزي ملزمش، ولادنا اللي في الترب واللي تحت الكباري، حد سأل كلت ولا مكلتش، أنا مش بطلب كباب ولا كفتة، أنا بطلب نظرة للناس اللي مش لاقية المش، هقلهالك انهاردة وبكرة، صعيدي يا ريس ولا بعرف أنافق ولا أغش".

ومن قصائده في حب مصر: “يا مصر يا عظيمة يا ذكر في الكتاب، العالم وصفك كريمة شعب وشمس وتراب، كتاب من المولى نازل سطور عفو وحساب، وأكتوبر يحكي لينا في كام أجندة وكام كتاب، يا مهد لطفل ناهض وحامل في أيده الكتاب، في التحرير أقسم بطابا والدم والتراب، يا نموت ونفضل ديابة، ويصبح عدوك سراب، يا مصر يا عظيمة يا ذكر في الكتاب، أكتوبر كان عبور، ويناير كان حساب، والفرح والسرور، والتمن كان شباب، إنذار لكل حاكم يعيد فينا الحساب، يا مصر يا عظيمة يا ذكر في الكتاب”.

وعن محافظة الأقصر قال “في الأقصر شوف الدنيا سياحة وشحاتين، ضاع البيت في ثانية وتحتار تروح لمين، إن رحت مرة تشكي يقولولك إنت مين، ابن توت وخفرع دارت عليه السنين، البيت عليه بيقع وبأمر المسئولين، رحت لتوت أقوله حفني تحت ظله، وشكالي من المصريين، باعوا ليه جذورهم بحبة ملايين".

ولدى عبد العزيز3 أبناء، الأكبر محمد، 26 عامًا، متزوج، والأوسط محمود، 24 عامًا، متزوج، حاصل على مؤهل متوسط، والأصغر عمر، وهم أيضًا لا يعملون بسبب حالة الركود السياحي بالمحافظة.