الإنتربول الدولي.. و«محسوب» وإخوانه!
لم يكن "محمد محسوب" القيادي في حزب الوسط حليف الإخوان هو الوحيد ممن طالبت الشرطة المصرية الإنتربول الدولى تسليمهم ولم يتم الاستجابة لهذا الطلب.. أسماء عديدة أخرى من القيادات والكوادر الإخوانية طلبنا من الإنتربول الدولي تسليمهم ولم يتم الاستجابة لهذا الطلب، رغم أن بعضهم احتجزتهم سلطات الأمن في دول أوروبية ثم أفرجت عنهم لأسباب شتى، كان آخرها في "محسوب" رغم أنه يملك الجنسية الإيطالية منذ عامين.
وقد يثير ذلك تساؤلات عديدة حول جدية الملفات التي أعدتها السلطات الأمنية المصرية التي تطلب فيها من الإنتربول الدولي تسليم هؤلاء لها للتحقيق معهم داخل مصر في الاتهامات الموجهة لهم، ومحاكمتهم في هذه الاتهامات، خاصة أن تسليم المتهمين لا يخضع فقط لرغبة الدولة التي تطلب ذلك، ولا حتى موقف وتقدير الإنتربول الدولي، وإنما تخضع أيضا لتقدير السلطات الأمنية للدول المختلفة، مثلما كان الحال في واقعة احتجاز السلطات الأمنية الإيطالية لـ"محسوب".
وهنا يتعين أن نتوقف قليلا عند هذا الأمر.. فإن السلطات الأمنية في الدول الأوروبية يبدو أنها لا تتجاوب مع الطلبات المصرية في هذا الشأن.. خبرنا ذلك قبل إيطاليا، في ألمانيا وبريطانيا.. أما تركيا فهي تجاهر ليس فقط بتقديم ملاذ آمن للإخوان الهاربين من مصر والمطلوبين في قضايا داخلها، وإنما تقدم دعما وتمويلا لهم وتساعدهم إعلاميا ولوجستيا، أو تخوض معهم معركتهم ضد مصر..
وهذا يجعلنا نستنتج افتقاد التعاون المصرى الأوروبي الأمني في مكافحة العنف والإرهاب.. وأضعف الإيمان أن نعامل هذه الدول بذات أسلوبها، أي لا نسلم لها متهمين أوروبيين مطلوبين لديها، مثلما نعامل مواطنيها القادمين لمصر بالمثل وهو الحصول على تأشيرة دخول مسبقة.