رئيس التحرير
عصام كامل

العلاقات الدولية.. فنكوش أيمن نور الذي يكسب من خلاله ولاء الإخوان

 أيمن نور
أيمن نور

لا يتوانى أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق ــــ ذراع الإخوان الإعلامي ــــ عن استغلال أي أزمة تقع فيها الجماعة الإرهابية أو أي من حلفائها، واستثمارها لتضخيم صورته عند الجماعة، وأنصارها من أقطاب التمويل العابر للحدود.


خلال عملية توقيف محمد محسوب، نشط «نور» على مواقع التواصل الاجتماعي لمساندة وزير الشئون النيابية في عهد الإخوان، الذي أوقفته إيطاليا بسبب وجود اسمه على قائمة النشرة الحمراء للانتربول، ثم أطلقت صراحة بعد احتجاز دام 13 ساعة؛ كان زعيم حزب الغد يستعرض بين الحين والآخر علاقاته الدولية، ويحث من خلال "تويتر" نوابا إيطاليين ساندوه في أزمته عندما تم سجنه، على الوقوف بجوار «محسوب»، وكأن هناك من يتابع حسابات «وصيف مبارك» على وسائل التواصل الاجتماعي، ويولى فريقا من الخبراء لترجمة «تويتاته» لحظة بلحظة.

أجندة العلاقات الدولية لـ"نور" مجرد "فنكونش" يبتز بها الإخوان، وليس هناك أوضح إثباتا على ذلك من رسائله التي وجهها للنواب الإيطاليين باللغة العربية، وليس بالإيطالية أو الإنجليزية، ودون أن تتضمن تغريداته أي «تاج» أو إشارة لتنبيه من يُحدثهم بفحوى استغاثاته للضغط على الحكومة الإيطالية من أجل الإفراج عن نائب رئيس حزب الوسط السابق.

مشاركات نور على وسائل التواصل طوال أزمة محسوب كانت أشبه باستعراض مسرحي أمام «أذكياء الجماعة» الذين يسيل لعابهم على أي شخصية تتعامل معهم على هذا النحو، مع أن نور لو كان قويا على مستوى العلاقات الدولية، وصاحب نفوذ طاغ كما يصور لهم وبدلا من الشو، لأعلن عن اتصالاته مع هؤلاء النواب ونتائجها، دون أن يستغل الحدث لخدمة صورته الذهنية عند الإخوان والسائرين على هداهم.

أحد تويتات «نور» قال فيها نصا على موقع «تويتر»: «رسالتي للنائب الإيطالي ماركو بانلو، إليك وإلى كل ممثلي الشعوب الحرة، إلى الأصدقاء في الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي ولكل الأحرار، احتجاز السلطات الإيطالية لمحمد محسوب جريمة ضد سمعة بلادكم».

بحسب مصادر «فيتو» من داخل قناة الشرق، يرى الغالبية العظمى من العاملين بالقناة، أن أيمن نور يعرف من أين تؤكل الكتف؛ يستثمر جيدا كل أزمة تحدث للإخوان والمقربين منهم لتعزيز نفوذه وصورته التي يعيد بنائها حاليا، بواسطة العديد من المقربين منه، على رأسهم معتز مطر، بعدما تعرض للتشويه والتجريح والطعن في ذمته هو وحاشيته، وكُشف وجهه الانتهازى، بواسطة معارضيه الذين رحلوا عن «قناة الشرق».

بضاعة «نور» جاهزة دائما؛ هو «براند» المعارضة في أوروبا، الراشد الحكيم و«الليبرالي الشرعي» في عرف الجماعة، ومن يمولون أذرعتها الإعلامية، وهو بدوره يلتقط ذلك جيدا، ويعرف أن الإخوان في حاجة له ولـ«اشتغالاته» إن جاز التعبير؛ فمثلهم في حاجة دائما لمن يصنع لهم من الوهم قصورا من الرمل، لينقذهم نفسيا على الأقل، من التيه الذي يغرقون فيه.

من ناحية أخرى يعزز مكانته كزعيم للمعارضة في الخارج، حاميا لها، ومدافعًا عنها، بما يجعله يحقق أهدافه في جذب أنظار صانعي سياسات الجماعة، ليصبح الترانزيت الأول دائما لرءوس التمويل، الذين يرغبون في توسيع رقعة منابر الإخوان الإعلامية، وتمرير رسالتها عبر «وجوه ليبرالية»، فعند نور كل شيء بحساب، وكل تويته لها ثمن!

الجريدة الرسمية