الحكومة ربحت البرلمان.. وتحفظت على مصادر التمويل!!

وافق البرلمان على بيان الحكومة الذي ألقاه د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء منذ أيام تحت قبة البرلمان ومنح الثقة لها، وهذا يعني أن البرلمان بأغلبية النواب قالوا نعم لبرنامج الحكومة، بما يؤكد ثقته في قدرتها على تنفيذه، خاصة بعد أن تعهد رئيس الحكومة بتجاوز المسكنات والانتقال لمرحلة جني الثمار، وقريبًا ستشهد المرحلة المقبلة تحسنًا في خدمات المواطن..

بيان الحكومة يحمل بشائر الأمل في أننا قد عبرنا لمرحلة جديدة بعد عناء سنوات وتحمل الشعب كل العناء من أجل أن يبني مصر الجديدة، وإعلان رئيس الوزراء أن الاقتصاد المصري حقق أعلى مستوى في معدلات النمو منذ عشر سنوات يؤكد أن ما تم أخذه من قرارات اقتصادية كان صائبًا ويتماشى مع مصلحة البلاد، رغم ما يعانيه المواطن من متاعب في حياته المعيشية نتيجة قرارات ضريبية تحمله أعباء مالية غير قادر على سدادها مما أحدث فجوة بين المواطن والحكومة، بصرف النظر عن طموح الحكومة في الوصول إلى دولة عصرية قوية تهدف لجذب المزيد من الاستثمارات ومواصلة استكمال المشروعات القومية وتخفيف المعاناة على المواطنين والالتزام بالعمل لمصلحة الوطن والمواطنين..

لقد كشف مدبولي أن الضرائب هي المصدر الوحيد للموازنة العامة إضافة إلى موارد أخرى لم يعلن عنها، ولكن أليس من الطبيعي طالما أن هناك اتجاها لتخفيف المعاناة عن المواطن أن يتم النظر في الضرائب وبخاصة العقارية للمسكن العائلي الوحيد لدى الأسرة، والسيطرة على الأسعار وفرض هيمنتها على مغتصبي أملاك الدولة وهم ليسوا بالعدد القليل..

أيضًا أتفق مع النواب الذين طالبوا الحكومة بالكشف عن مصادر تمويل البرنامج الذي تم طرحه والبرنامج الزمني لتطبيقه خاصة وأن البرنامج الذي تم طرحه يحتاج تطبيقه إلى مليارات الجنيهات، ولذا لابد من توفير التمويل لضمان التنفيذ طبقًا للجدول الزمني الذي لم يتم تحديده بشفافية..

نصيحتي للحكومة أن تبحث عن موارد أخرى تنعش الاقتصاد بعيدة عن الضغوط التي تمارسها على المواطن.. أتمنى من البرلمان أن يمارس دوره الرقابي والتشريعي عن كثب، وأن يراقب أداء الوزراء بدلًا من ظاهرة التفاف النواب حول رئيس الحكومة والوزراء أثناء إلقاء بيان الحكومة بشكل رفضه عبد العال ووصفه بالفوضى.. على العموم الحكومة ربحت موافقة البرلمان على البرنامج الطموح الذي تم عرضه ولكن دعونا نرصد ونترقب النتائج.