رئيس التحرير
عصام كامل

"عكة زويل"


طبعاً هي "عكة" و"عكة كبيرة"، لا أقصد فقط حكم المحكمة بأحقية جامعة النيل في الأرض التي كان عليها نزاع مع "مدينة زويل".. ولكن الموضوع من "أوله لآخره".. فهناك إدارة سيئة من جانب الدكتور زويل ومعه مجلس الأمناء.. فقد وضعوا أنفسهم في مرمى النيران بالموافقة على أن تكون مدينتهم على أنقاض جامعة قائمة بالفعل.. دعك من أن الأرض أصلاً كانت مخصصة للدكتور زويل، فقد كان هذا مجرد كلام.. ودعك من أنهم عرضوا على طلبة وأساتذة جامعة النيل الانضمام إلى جامعتهم بذات المميزات، وأنهم وافقوا.. فهذا منطق مبني على باطل وهو أنك تهدم كيانا قائما لبناء كيان جديد.. ودعك من أن جامعة النيل أسسها الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق نكاية في الدكتور زويل.. فأيضاً هذا كلام لم يعد له وجود على الأرض، فالدكتور نظيف وكثيراً من رجال نظام مبارك الآن في السجن، ولدينا جامعة لا يملكونها.


ما أقصده أن الفخ الأول الذي وقع فيه الدكتور زويل ومن معه أنهم لم يحترموا القانون، ولم يحترموا أن هناك كياناً على الأرض مهما كانت تحفظاتهم بل وتحفظاتنا عليه.. فليس منطقياً أن نبني مدينة زويل ونساعد في هدم دولة القانون.. الأمر الثاني أنه لم يكن صعباً على القائمين على مشروع الدكتور زويل أن يضغطوا على الدكتور أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق أن يخصص لهم أرضاً بعيداً عن جامعة النيل.

أعرف أمرين الأول أن مشروع مدينة الدكتور زويل سوف يقدم للبلد خدمات جليلة، بل ومن الوارد جداً أن يضعها في الطريق الذي يجعلها من أوائل الدول في صناعة التكنولوجيا.. الأمر الثاني أن الدكتور زويل حاصل على جائزة نوبل وله مكانة عالمية مرموقة.. ولن يضيف إليه هذا المشروع كثيراً، مثلما لن يضيف إلى مجلس الأمناء الذي يتضمن قامات كبيرة.
والآن الحل في تقديري:

• أن يعلن مجلس أمناء مدينة زويل التزامه الكامل بأحكام القضاء دون مماحكة، فلا يليق بمن يريدون بناء مستقبل مشرق لبلدنا أن يدهسوا القضاء مهما كانت المبررات.

• لابد من إعادة تقديم هذا المشروع للرأي العام، فقد تاهت أهميته العظمى لبلدنا في زحام صراع تسببت فيه الإدارة السيئة و"نشفية الدماغ".. وذلك حتى يحتشد وراءه القطاع الأكبر من المصريين، فهو مشروعهم وليس مشروع زويل.

• الضغط على حكومة الإخوان من أجل منح مدينة الدكتور زويل أرضاً جديدة وتقدم له كافة التسهيلات حتى لا تضيع الأموال التي تم جمعها ولا الجهد الجبار الذي تم بذله.

الجريدة الرسمية