رئيس التحرير
عصام كامل

«العربية مقابل الإسلام».. حقيقة حديث الأزمة بين إثيوبيا والإمارات

فيتو

قال رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، خلال اللقاء الأخير: "لا حاجة لنا بأن تعلمونا الإسلام، فقد ضاع منكم.. ما نريده منكم أن تعلمونا اللغة العربية سريعا؛ لنفهم الإسلام الصحيح جيدا، ثم نعيدكم أنتم أيضا إلى الطريق الصحيح".


وجاء هذا الرد في سياق حديث شخصي، عرض فيه رئيس الوزراء الإثيوبي توجهه لإنشاء معهد إسلامي، وختم بالقول: "بماذا تستطيعون مساعدتنا؟" فرد بن زايد: "نحن معكم بكل شيء، وسنقوم بتعليمكم". فاستوقفه آبي أحمد، ورد عليه بعدم الحاجة لتعلم الدين بل اللغة.

هكذا اختصرت قناة الجزيرة القطرية وميلشيات إلكترونية موالية لتنظيم "الحمدين" نص الحديث الدائر بين الطرفين، وحاولت صناعة أزمة بين أبو ظبي وأديس أبابا؛ للرد على التقارب بينهما، والذي تسبب في إزعاج الجانب القطري، بعدما فقد ضالته في بلاد الحبشة، التي نجح في اختراقها إبان حكم رئيس الوزراء الراحل هيلى ماريام ديسالين.

ومنذ نشر الجزيرة للتقرير في يوم السبت الماضي، لم تهدأ عاصفة تناقل الحديث المجتزأ على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر" و"فيس بوك".

ويظهر نص التصريحات الكاملة لـ"آبى" المنشورة على صفحة "إثيوبيا بالعربية"، والتي كشف خلالها كواليس حديثه مع ولي عهد أبوظبى، أن الزعيم الاثيوبى أراد إثبات انتماء بلاده للإسلام ومعرفة مواطنيه الجيدة بتعاليمه الحنيفة.

وقال أنه عرض على الشيخ محمد بن زايد فكرة إنشاء معهد إسلامي في إثيوبيا، قائلًا: "طلبت منه بأي شيء تساعدوننا؟ فقال محمد بن زايد، نحن معكم بكل شيء وسنقوم بتعليمكم، فقلت له أما أن تعلموننا فلا حاجة لنا بكم.. لأن الدين ضاع منكم، والذي نريده هو أن نتعلم العربية سريعًا، ونفهم الدين جيدًا، ثم نعيدكم أيضًا إلى الطريق الصحيح".

وأوضح ذلك في حديثه لولي عهد أبو ظبي، قائلا: "أننا لو جمعنا سكان كل من السعودية والكويت وقطر والإمارات لا يعادلون عدد مسلمي إثيوبيا لأن مجموع سكان تلك الدول لا يبلغ ٣٥ مليون نسمة، وأنتم تعرفون عددنا".

وأضاف له، أن أول مؤذن في الإسلام هو بلال الحبشي، وأن الحبشة هي أول بلاد آوت الصحابة، حين لقوا الأذى في سبيل دينهم، ورفضت قبول الرشوة مقابل إعادتهم إلى كفار قريش.

وختم كلامه بقوله بأن الإسلام هو العطاء وليس الأخذ، أي أن من عادة الإسلام هو أن يعطي ما عنده للآخرين ويفيد غيره.

وخلال الفترة الماضية، شنت وسائل الإعلام القطرية حملة تشويه للدور الإماراتي في المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا، والتي أنهت عقود من الخلافات.
الجريدة الرسمية