تواضروس يعدد صفات الأنبا إيبفانتوس ويمنع الرهبان من الحديث للإعلام
عدد قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، صفات الأنبا إيبفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار، قائلا: إنه امتاز بـ«وداعة الحكمة» و«غزارة المعرفة» و«بساطة الحياة».
وقال البابا تواضروس خلال كلمته في صلاة الجنازة، التي أقيمت في دير الأنبا مقار، «الأنبا إيبفانيوس كان أسقفا منيرا ومضيئا لكل من حوله، رغم الألم الذي يعصرنا، إلا أننا على رجاء القيامة نودعه، ولن يهتز إيماننا بالله ضابط الكل، فالله يضبط هذه الحياة، وليس إنسان بعيدا عن هذا، نؤمن أن الله يضبط حياتنا بكل تفاصيلها، وميلادنا ورحيلنا من هذه الحياة، الله الذي يصنع الخير في كل صباح، للجميع الأبرار والأشرار، يظهر شمسه على الصديقين والخطاة».
وأكد أن الأنبا إيبفانيوس، غادر العالم بهذا الرحيل المفاجئ، وكان نموذجا مشرقا، وكوكبا مضيئا، استضاءت به المسكونة، في كل مكان خدم فيه.
وأشار إلى أن الأسقف الراحل يمتاز بوداعه الحكمة في صمته وحديثه، وفي ابتسامته المريحة، حتى في آرائه كان وديعا، دائما يطلب السلامة، ويبحث عن سلام الكنيسة والدير، وكل الموجودين، ولم تكن الوداعة مجرد صفة، لكنها ملتحفة بالحكمة، نظرا لخبرته الطويلة التي كانت تعطيه هذه الحكمة، فضلا عن أنها نعمة من الله.
وأوضح البابا أنه كان يسترشد بالأنبا إيبفانيوس في كثير من القرارات التي كانت يتخذها، رغم عدم معرفته به إلا عندما اختاره الرهبان أسقفا للدير بأعلى الأصوات.
وأضاف «أن الأسقف الراحل كان غزير المعرفة، لم تكن معرفته سطحية، في محاضراته ودراساته وأبحاثه كان عميق المعرفة، كنت أكلفه في بعض المؤتمرات التي تمثل فيها الكنيسة، عبر السنوات الخمسة كلفته بأكثر من 20 مؤتمرا على مستوى العالم، كان يمثل واجهة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وقلما نجد هذا النوع من الآباء، رغم وداعة الحكمة وغزارة المعرفة، كان يتمتع ببساطة الحياة، في قلايته وملبسه، كان يأخذ المتكآت الأخيرة، وفي تعليمه كان بسيطا، كان بسيطا حتى في إجاباته على الأسئلة، والبساطة هي عمق، خسرناه بالحقيقة، لكن اسمه سيظل خالدا، وطوبى لهذا الدير الذي انجب هذه الشخصية المباركة».
وقال البطريرك إن الدير له تاريخ عظيم وأخرج قديسين، لهم سير حسنة عبر التاريخ، وأضاف «أشهد أمام الله أن الأنبا إيبفانيوس كان نموذجا في المعرفة».
وتابع : «رغم أن أسقفيته لم تتعد 5 سنوات لكنه قدم نماذج كثيرة، ويجب أن نتعذي ونتعلم من هذا الإنسان الملائكي الطابع، وإن لم يكن نموذجا بيننا سنخسر كثيرا».
ونصح البابا رهبان دير الأنبا مقار، بالتعلم من سيرة الأسقف الراحل وكتاباته، الذي قدم نموذجا رفيعا وحضورا باهيا، مشيرا إلى أنه اختطف من بيننا وصار كالزهرة النيرة التي توضع في مكان متميز صار في السماء ، حيث معية الله وصحبة القديسين والأبرار، حيث الفرح السماوي وبعيدا عن كل أطماع الأرض، موضحا أن الإنسان مهما تفتق ذهنه لن يجني في النهاية سوى تراب الأرض.
وتابع حديثه للرهبان «أنتم أحفاد مؤسس هذا الدير، لا تنتموا إلى أحد آخر، احفظوا سلامكم، وأحفظوا رهبنتكم، وأخرجوا أي انحراف بعيد عن هذه الرهبنة، فالرهبنة أمانة في يد كل أحد».
وقال قداسة البابا تواضروس الثاني: إن الكنيسة في انتظار نتائج التحقيقات في واقعة مقتل الأنبا إيبفانيوس، أسقف ورئيس دير الأنبا مقار في وادي النطرون، محذر شعب الكنيسة من الشائعات.
وأوضح البابا تواضروس خلال كلمته في صلاة التجنيز على أسقف دير الأنبا مقار، أنه ليس من حق الرهبان، خاصة رهبان الدير الذي شهد الحادث الظهور الإعلامي، بأي صورة، باعتبار أنهم ارتضوا أن يموتوا عن العالم.