رئيس التحرير
عصام كامل

صور من كتاب الوطن


في كتاب الوطن آلاف الصفحات وملايين الصور.. صفحات فيها انتصارات وأخري فيها انكسارات.. صفحات تشع فخرا وزهوا بما قدمه المصريون لوطنهم، وصفحات تنضح بالخزي والعار بما فعله البعض من تجار النخاسة ورافعو الرايات الحمر بالوطن.. كتاب الوطن لن ينسي من رفعوه، ولن يرحم من خذلوه!


في كتاب الوطن صور، والصورة بألف كلمة، وربما في أحيان كثيرة بألف كتاب.. الصورة تراها العين ويسجلها ويحفظها العقل فلا تبارح مكانها فيه، وتظل بكل إشعاعاتها حاضرة، وكلما مرت عليه تفصيلة صغيرة منها في أي مكان أو زمان يستدعيها العقل كاملة، ويراها من جديد فتسري في وجدانه كل المشاعر التي شعر بها في حينها، وينطبق ذلك على الصور التي تُشعرك بالزهو والفخر، وتلك التي تُشعرك بالخوف واليأس!

في الأيام القليلة الماضية توقفت طويلا أمام صورة حية لا يمكن أن تتلاشي تفاصيلها من الذاكرة، ولا يمكن أن أراها وأتفاعل معها دون أن يبلل الدمع عيني، ودون أن أحبس أنفاسي وأنا أتابع بعض تفاصيلها.. الصورة يراها الملايين وربما تمر على الكثيرين مرور الكرام، وربما لا يلتقط الكثيرون رسائلها المهمة !

الصورة هي صورة شبابنا من خريجي الكليات العسكرية بأنواعها وتخصصاتها المختلفة، ومن كلية الشرطة.. صورة تفوح منها رائحة العرق الممزوج بالإصرار والعزيمة، وتنطلق منها روح التضحية والفداء في سبيل الوطن.. صورة ترسخ في النفس الشعور بالأمن وهو أغلي سلعة في العالم، وتطمئن القلوب على المستقبل.. صورة تشعر معها بالفخر والزهو.

الصورة الثانية هي للشباب الواعد.. الصاعد.. الواعي.. المُدرك لما يدور حوله، والذي يعرف طريقه ويرسم خطواته بكل دقة وإصرار في كل مؤتمرات الشباب.. صورة تفرح بها عند رؤيتها.. صورة حية تري فيها حيوية واستعداد هذه الكوادر الشابة لاستلام راية المستقبل، بالإضافة إلى المشاركة الفعالة في صناعة الحاضر بكل تعقيداته وصعوباته.. صورة شباب لا تفارق البسمة شفاههم، ولا يغادر عيونهم بريق المستقبل، وكأنهم أصبحوا قاب قوسين أو أدنى منه.. إصرار وعزيمة وثقة في الله وفي أنفسهم.

في تلك الصورة تفاصيل مبهرة ورسائل ذات معني ومغزي منها هذا التحدي من شباب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذا الرضا في عيونهم وقلوبهم، وهذه القدرة على الانتصار على الإعاقة وسحقها، ومنها أيضا ما يؤكد أن شبابنا بخير وأنه يدرك المسئولية التي تنتظره أن يحملها، ويدرك حجم بلده ودورها، ويدرك قيمة ما يسعي إلى تحقيقه.

صورتان للشباب.. الأولى من مصانع الرجال تحمل علامة الجودة وشارة (حماة الوطن وصون الكرامة) تقول لنا.. اطمئنوا.. والثانية تحمل علامة العلم والمعرفة وشارة (صناعة الأمل).. الأولى يقدم فيها الشباب الدم والروح لكي يبقي الوطن، والثانية يزرع فيها الشباب الأمل في الوطن لكي يتقدم وينجح.

كتاب الوطن لا تنتهي صفحاته ولا تتوقف صوره، وعلينا أن نعتز ونفخر بصفحات وصور الانتصارات، ونتأمل ونتعلم من صفحات وصور الانكسارات، وننتبه ونعي الدرس من صفحات الخيانة والعمالة وبيع الأوطان بأبخس الأثمان.

الجريدة الرسمية