رئيس التحرير
عصام كامل

«حريف المناطق الشعبية».. «شبيه الخطيب» الذي حرمه الفقر من احتراف كرة القدم

فيتو

فيديو قصير مدته لا تتخطى الـ4 دقائق، ظهر فيه حسن النمر، مندوب المبيعات، صاحب الثلاثة والخمسين عاما، أثناء ممارسة هوايته المفضلة بتنطيط «الكرة بالرأس»، فى احدى المناطق الشعبية حاملًا على كتفه شنطة عمله المحملة بالبضاعة اليومية، مشعلًا سيجارته في يده الأخرى لتبدأ رحلة الانبهار والتساؤلات من جمهور السوشيال ميديا عن «صاحب الموهبة العبقرية»، بعد تخطيه حاجز 500 تنطيطة فوق رأسه، في أقل من 5 دقائق، وكأنه أمر طبيعي اعتاد عليه، لكن البعض أكد دخوله بهذا الرقم «موسوعة غينيس للأرقام القياسية»، رغم عدم احترافه في أحد الأندية.


عشق لاينتهي للساحرة المستديرة، وإدمان شرعي لا يرى صاحبه تفسيرا للسيطرة عليه منذ طفولته، وحتى بلوغ الخمسين، فمن الممكن أن ينسي «الحريف فوق الخمسين»، تناول وجبات طعامه اليومية، إلا أنه لا ينسي تناول غذائه الروحي والعقل، بحديثه مع «الكرة» حبيبته الأولى في حوارى المحروسة.

تنطيط الكرة في الشوارع وسط الأطفال أمر اعتاده «النمر» لفرحة الأطفال، وأخذ وقت للراحة من السير على الأقدام كل صباح : «بطبيعة حالى أعمل مندوب مبيعات، وعلى كتفي شنطة لتسويق المنتجات للعملاء، وبمجرد رؤية أطفال يلعبون الكرة أو شباب لا أستطيع منع نفسي من طلب اللعب معهم لمدة دقائق وتقديم بعض المهارات، ودائمًا كان يلتقط بعض الشباب الفيديوهات، لكن الطفل عمار طلب نشر الفيديو على "فيس بوك" ومن هنا بدأ الجمهور في اكتشاف موهبتي رغم عشقي لكرة القدم منذ طفولتي».

التحاق «الحريف»، بأحد الأندية حلم راوده منذ صغره، مثل أصحاب المواهب، لكنه لم يتحقق، فكان حلمه الأول والأخير أن يلعب بجوار محمود الخطيب «بيبو» نجم النادي الأهلي، في بداية حياته مع فريق النصر، ليصطدم بالواقع المرير قائلًا :«حاولت أقدم في أكثر من نادٍ، وكان أبرزهم "النصر" لأني بحب الكابتن محمود الخطيب، وكنت أذهب لمشاهدته فقط، وقمت ببعض المحاولات للاشتراك في الفريق، وشاهد "بيبو" لعبي مع بعض مدربيه وحاولت أن أتودد لأخذ فرصة فكان رد المسئولين أن النادي بإمكانيات وطلبات ولكني من أسرة متوسطة الحال ولم تكن هناك قدرة على توفير المتطلبات».

طوال مسيرته المهنية عمل "النمر" في مهن وأماكن عديدة، من بينها فترة عمل في أحد الفنادق، تصادف خلالها نزول نجمي الكرة حسام وإبراهيم حسن بالفندق، وقتها طلب منهما مشاركته اللعب في مباراة ولو لمدة 5 دقائق : «غلط علينا نلعب كرة برة النادي» كان رد حسام على «النمر» صريح :«طلبت منهم لعب مباراة صغيرة ورغم رفضهما كثيرًا في العديد من المرات وافق الكابتن حسام لأنه كان أكثر مرونة من إبراهيم، وكانت هي المرة الوحيدة التي نتقابل فيها بالملعب».

يظل «بيبو» الأيقونة والمثل الأعلي لـ«النمر»، فدائمًا يرى أن طريقة لعبهما متشابهة، بجانب المهارات والموهبة، فمع حبه للنادي الأهلي، يزداد عشقه لـ«الخطيب».

«النمر»، لم يتوقف بعد قتل حلمه باللعب لأندية الأضواء والشهرة، ليعود مجددًا لممارسة «الكرة» في الشوارع لإشباع رغبته، فالكرة بالنسبة له ليست مال وشهرة، لكنها حالة عشق وارتباط من الصعب أن تنقطع إلا عند «الموت» :«هفضل ألعب كرة لآخر يوم في عمرى».
الجريدة الرسمية