«الخطف والمقايضة».. طرق أردوغان للبطش بمعارضيه في الخارج
تتواصل يومًا بعد يوم محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للبطش بمعارضيه في الخارج من أتباع الداعية المعارض فتح الله كولن، بشتى الطرق غير الإنسانية دون اعتبار للقوانين الدولية وأسس حقوق الإنسان، في إطار مساعيه لإحكام قبضته الأمنية في الداخل والخارج؛ لمنع أي صوت مخالف لصوته.
وفي مقابلة تليفزيونية سابقة، اعترف نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ بتنفيذ المخابرات التركية أكثر من 80 عملية في 18 دولة، من بينها ماليزيا وكوسوفو وإعادتها العشرات من أنصار حركة الخدمة بالخارج.
وتعددت طرق الرئيس التركي في ملاحقة معارضيه في الخارج، من خلال تخصيص الجهد الأكبر لأجهزته المخابراتية في رصد ومتابعة العناصر المعارضين في مختلف الدول، واختطافهم أو مقايضة الدول بالمعتقلين لدفعها إلى تسليمهم إليها في أقرب فرصة.
مدير مدرسة
وجاءت أبرز محاولات الخطف التي كشفت عنها صحيفة "نيو يورك تايمز" عندما توجهت طائرة تابعة لسلاح الجو التركي لمطار جنكيز خان الدولي، ورصدت السلطات المحلية ملثمون ولوحة سيارة مزيفة، مع تحركات غير طبيعية كشفت النوايا الإجرامية لخطف فيصل أكجاي، مدير مدرسة بمنغوليا.
وبالفعل تمكن 5 من رجال المخابرات التركية من الإمساك بـ"أكجاي" ووضعوه في حافلة صغيرة وتوجهوا به إلى المطار ولكن سلطات منغوليا منعت الطائرة من الإقلاع بعد ورود أنباء إليها بوجود تركي مخطوف على متنها.
صحفي ومدون
كما كانت واقعة مماثلة خلال الشهر الماضي عندما اعتقلت الاستخبارات التركية الصحفي والمدون المعارض يوسف إينان المقيم في أوكرانيا، والمتهم في تركيا بانتمائه إلى منظمة كولن، ووجهت تركيا للصحفي تهمة نشر "دعاية إرهابية" عبر عدة مواقع إعلامية كان يديرها من أوكرانيا.
قس أمريكي
على جانب آخر، تنشط محاولات أردوغان لمقايضة المعتقلين لديها من شتى الجنسيات، بالمعارضين التركيين بالخارج، فجاء القبض على قس أمريكى يدعى آندرو برانسون على الأراضي التركية، ويخضع الآن للإقامة الجبرية بمنزله بعد أن قضى 11 شهر في إحدى السجون التركية، تحت مزاعم مساندته لجماعة فتح الله كولن.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن إلقاء القبض على القس الأمريكي جاء للدخول في صفقة مع أمريكا يجري بموجبها مبادلة «فتح الله كولن» الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بـ«آندرو برانسون».
جنود أتراك
وفي أعقاب احتجازها لجنديين يونانيين، طلبت تركيا من أثينا تسليم 8 جنود تركيين بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب يوليو 2016، وقال أردوغان وقتها: «أرادوا أن نُسلّم الجنديين اليونانيين، لكننا أخبرناهم أنهم إذا أرادوا شيئا كهذا، فيجب أولا أن يسلّمونا الجنود الذين قاموا بانقلاب في بلادنا، وإذا سلموهم لنا سنضع أمر الجنديين في الاعتبار».