رئيس التحرير
عصام كامل

زغلول صيام يكتب: قطر تستضيف مونديال 2022 «في المشمش»

زغلول صيام
زغلول صيام

قديمًا كان المصريون يطلقون عبارة (في المشمش) على أي شيء صعب الحدوث أو استحالة حدوثه وكل المؤشرات أمامي تؤكد أن استضافة قطر مونديال 2022 ستكون في المشمش نتيجة لأسباب كثيرة وتطمينات الـ«فيفا» ما هي إلا مسكنات للحصول على مكاسب أكثر ودولارات أكثر طالما أن هناك بقرة حلوبا ليس لديها مانع في دفع أي شيء بحثا عن زعامة واهية في المنطقة العربية.


نعود إلى أصل الحكاية عندما كان الثعلب السويسري جوزيف بلاتر على قمة الهرم في الـ«فيفا» وتلاقت شهوته في جمع المال مع شهوة الإخوة القطريين في البحث عن الزعامة في المنطقة العربية من خلال استضافة أكبر حدث عالمي، وهو المونديال على أرضها الصغيرة الضئيلة وليس لديها مانع في إنفاق أي مبلغ نظير أن يرسو العطاء عليها وبدأت اللعبة التي كان العالم شاهدا عليها، وراح ضحيتها كثيرون في مقدمتهم بلاتر بعد أن ثبت بالدليل القاطع أن الرشوة كانت سلاحهم لاستضافة الحدث، وهو الأمر الذي هز العالم بأكمله لأن قواعد اللعب النظيف اختفت تماما.

ثم بدأت عملية الاستنزاف بتسريب أخبار عن استحالة استضافة قطر للحدث لأنه يمثل خطورة على اللاعبين، حيث تبلغ درجة الحرارة أكثر من 50 درجة مئوية في توقيت المونديال ويضطر الإخوة القطريون لدفع المعلوم حتى تختفي الموجه ثم سرعان ما ينتهي مفعول الدولارات وتبدأ سلسلة جديدة من الابتزاز وهلم جرا..

الواقع يؤكد أن الأمر صعب جدا حتى لو أعلن الـ«فيفا» تنظيم قطر المونديال في الشتاء لأن هذا لا بد أن يتبعه تغيير الأجندة الدولية وبطولات أوروبا وكافة البطولات القارية، وأرى أن الأمر لا يتعدى كونه وسيلة جديدة للحصول على المال القطري.

والأكيد أن إنجلترا التي حملت على عاتقها منذ البداية كشف المستور والتأكيد على أن أمر الإسناد مشبوه وثبت بالدليل القاطع وجهة نظرهم، وبالتالي فإن الإنجليز لن يسكتوا مهما كانت الأسباب، خاصة وأن كلامهم منطقي جدا وأن دولة مثل قطر غير مؤهلة لاستضافة هذا الحدث لأسباب كثيرة.

والأكثر من ذلك أن إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي ما هو إلا تلميذ بلاتر النجيب ويعرف كيف يتعامل معهم ووقت اللزوم سيقول لهم إن الأمر خارج عن إرادته وإن الـ«فيفا» لا يستطيع أن يواجه اللاعبين والدول في مثل هذا الأمر وأن ما بني على باطل فهو باطل هذه الجملة ربما نسمعها قريبا لإنهاء هذا المشهد العبثي وإذا كانت الصحف الإنجليزية لديها ثقة كبيرة في استضافة مونديال 2022، فإن الأمر مبني على حقائق وليس تكهنات بعيدا عن أي عواطف. 

مرة أخرى أقول إن تنظيم قطر للمونديال سيكون في المشمش وإن القطريين اشتروا الترام أو اشتروا العتبة وقريبا سيتأكد الجميع من ذلك ولا عزاء للدولارات وألف مبروك على كل من اغتنى من وراء الفلوس التي ليس لها صاحب، والتي تذهب دائما في المكان غير السليم تارة لعصابة الـ«فيفا» وأخرى لداعش ورفاقها.. وإن ربك لبالمرصاد..
الجريدة الرسمية