رئيس التحرير
عصام كامل

مسئولية القيادة أكبر يا ريس!


نعم عملية بناء الإنسان المصرى هي عملية مجتمعية وليست حكومية فقط، كما قال الرئيس السيسي في المؤتمر الوطنى للشباب الذي استضافته جامعة القاهرة اليومين الماضيين.. فهذه العملية تستهدف كما تقول الدراسات التي أعدت تحت إشراف رئاسة الجمهورية منذ نحو ثلاثة أعوام، تأهيل وتنمية المواطن وتنمية الوعى والإدراك لديه من خلال منظومة متكاملة ترسخ الهوية المصرية، وتؤكد الانتماء، وتعزز القيم الإيجابية في المجتمع..


ولذلك لا بد وأن يتفاعل المجتمع مع هذه العملية، يتقبلها ويتفاعل معها ويشارك فيها، حتى تنجح وتحقق هدفها في تكوين مجتمع عصرى راسخ الهوية، وعميق الانتماء الوطنى، ومجتمع تسوده القيم الإيجابية، قيم المواطنة والمساواة والعدل، وقبول واحترام الآخر، والتسامح والعيش المشترك.

غير أن عملية بناء الإنسان المصرى هي عملية تغيير شاملة للمجتمع، وأى تغيير للمجتمعات يتبناه أولا أصحاب الرسالات والزعماء والقادة، لذلك فإن مسئوليتهم أكبر وأوسع وأشمل من عموم الناس وأفراد المجتمع، ومن ضمن هذه المسئولية إقناع المجتمع بأهمية وضرورة إجراء هذا التغيير المنشود فيه، والتصدى لمن يقاومون هذا التغيير ويحاولون تعطيله أو إفشاله..

ونجاح أي تغيير للمجتمعات مرهون أساسا بنجاح الزعماء والقادة في الترويج لهذا التغيير بين أفراد المجتمع، وإقناعهم بضرورته وأهميته، مهما واجهوا من رفض أو اعتراض أو هجوم ممنهج ومتعمد، مثلما هو مرهون أيضا باستعداد القادة والزعماء للاستماع لكل من يشاركهم الرغبة في عملية التغيير المنشود، ويقدمون رؤى نقدية تفيد في دفع هذه العملية للأمام وتنشيطها، أو حتى تصحيح مسارها، لذلك لا يجب أن يضيق القادة المصلحون مما يتعرضون له من أجل ما ينشدون تحقيقه من إصلاح.

وبالنسبة لعملية إعادة بناء الإنسان المصرى تحديدا، فإنها، كما تقول الدراسات المعدة، تعتمد آلية تطوير خدمات التعليم والصحة والثقافة والرياضة والشباب، والإعلام.. وهنا تسبق مسئولية الحكم مسئولية المجتمع، فإن المنوط به تطوير هذه الخدمات هو الحكومة، وشطارتها تكمن في نجاحها في دفع المجتمع المدنى في مشاركتها في ذلك، بعد تهيئة الظروف المشجعة له ومساعدتها على إنجاز التطوير المطلوب.
الجريدة الرسمية