رئيس التحرير
عصام كامل

اعتمدوا على أنفسكم


أخيراً اضطر أن يقولها الفريق السيسى صريحة: اعتمدوا على أنفسكم، وعليكم ألا تغضبوا، لأن الجيش لن يكون طرفاً فى العملية السياسية.

أرجو ألا يعتبر البعض ذلك أن السيسى قد خذله أو أن الجيش قد فرط فى مد يد المساعدة للشعب فى مواجهة حكم يسير فى طريق الاستبداد السياسى وطريق التدهور الاقتصادى وطريق الاقتتال الاجتماعى.


فالفريق السيسى فسر كلامه للقوى السياسية الرافضة لحكم الإخوان بنفس الكلام الذى نردده ونقوله منذ وقت مبكر.. فلن يفل الحديد سوى الحديد، أو كما قال السيسى «مفيش حد هيشيل حد»، والوقوف أمام صناديق الانتخابات ١٠ أو ١٥ ساعة أفضل من تدمير مصر.

هكذا من يريد أن يتخلص من حكم الإخوان يتعين عليه أن يجهز نفسه للوصول إلى الحكم عبر صناديق الانتخابات، ولكى يحدث ذلك يتعين عليه أن يكون كيانات تنظيمية قوية قادرة وفاعلة وليس كيانات هشة تنظيمياً، حتى وإن كانت ذات صوت عالٍ إعلامياً أو ذات صخب سياسى في بعض الميادين والمواقع بالهتافات والأناشيد .. ثم يتعين أن تمد هذه الكيانات التنظيمية جذورها بين الناس، المواطنين العاديين، فى القرى والكفور والنجوع والأحياء الشعبية فى المدن، لكى تقدم نفسها كبديل أفضل للحكم برؤاها المختلفة لحل كل مشاكل المجتمع.


أما أن تكتفى المعارضة ببضعة أشكال أو تشكيلات من الضباط والقادة بلا جنود أو جماهير كبيرة فإنها سوف تظل أسيرة عجزها وغير قادرة سوى على الصراخ.. المعارض الحق هو القادر على تحريك الجماهير، ولن يحدث ذلك، بدون أن يكسب ثقتهم أولاً.
الجريدة الرسمية