التكييف والتكدير
موجة الحر الشديد التي تضرب العالم الآن تُذيب الأسفلت في شوارع بريطانيا وأوروبا، بلغت درجة الحرارة أكثر من أربعين درجة مئوية في كاليفورنيا، والضحايا بالمئات من ارتفاع حرارة الجو، والخوف من انفجار أنابيب الرزاز المستعملة في العطور ومشتقاتها، التي صممت على درجات حرارة لا تزيد على الخمسين درجة مئوية.
الإنسان يعيش في درجة حرارة مريحة تتراوح بين العشرين والخامسة والعشرين درجة مئوية، ويقدر العلماء أن درجة حرارة الغرفة نحو خمسة وعشرين، وإذا زادت عن ذلك يتأثر الإنسان وتقل درجة إنتاجه ويشعر بالتوتر وعدم الراحة، وتقول الإحصائيات العالمية إن هناك نحو مليار من البشر يفتقرون رفاهية التبريد.
وتقول الإحصائيات أيضا إن هناك نحو ثلاثة مليارات من سكان الأرض يعيشون في أكثر مناطق الأرض حرارة، يفتقر تسعون في المائة منهم إلى تكييف الهواء، نسبة إلى من يمتلكون هذه الرفاهية في الولايات المتحدة واليابان.
وتقترح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أنه قد يصل عدد ضحايا الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة إلى مئتي وخمسين ألفا بحلول العام ٢٠٥٠، ويكون الآخرون أقل إنتاجا، وقد تقل ساعات العمل في بعض مناطق آسيا وأفريقيا بنسبة أكثر من عشرة في المائة، وفِي العموم فإن نقص البرودة يعني عدم ضمان سلامة الغذاء وتخزين الدواء.
يقوم تكييف الهواء بعمل اللازم لكنه يستهلك كهرباء كثيرة ويسبب ضغطًا على شبكة الكهرباء، لكنه يسهم في إنقاذ حياة بعض الناس وهذا مهم. ويقول الخبراء إن تكييف الهواء من أكبر أسباب الاحتباس الحراري للأرض الذي بدأت تظهر علاماته على سطح المعمورة.
أما التكدير فهو في غياب إجراءات الصحة والسلامة التي نواجهها كل يوم من الضوضاء وعبور الطريق الذي يعتبر مسألة حياة أو موت، وفِي التشويه بالإعلانات التي ملأت الطرق والشوارع وأعمدة الإنارة المتلئلئة نهارا والمظلمة ليلا، والأتربة وحفر الأرصفة إن كان هناك أرصفة، حتى كورنيش النيل الذي اختفى وراء المباني الخرسانية القبيحة وغير ذلك من معاناة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.