الحكومة.. وأوجاع المصريين!!
لا حديث لدى الحكومة الموقرة إلا عن الدعم الذي تتحمله في معظم الخدمات التي تقدم للمواطنين، كل وسائل الإعلام مسموعة ومقروءة ومرئية مرارًا وتكرارًا تذكرنا بالدعم المقدم من الحكومة، والذي يصل للمليارات، في محاولة لإلغاء الدعم رويدًا رويدًا، وضخ تلك المليارات في مجالات أخرى.
الكهرباء والمياه والمحروقات والسلع الضرورية بمختلف أنواعها أصابها جنون الأسعار، والضحية في نهاية الصراع هو المواطن من محدودي الدخل ومتوسطي الدخل الذي يعاني من لهيب الأسعار والقيود التي تحاصره من كل جانب، وعلي رأسها الضريبة العقارية التي ابتدعها الهارب يوسف بطرس غالي وزير المالية الأسبق، وعلى الرغم من التحفظات عليها إلا أن الحكومة تسعى لبيع ممتلكات المواطنين المقيمين في وحداتهم السكنية، والتي حصلوا عليها بالعرق والجهد بحجة التقدير الحالي لها دون النظر إلى القيمة الإجمالية للعقد، رغم أن هناك الملايين من أفراد الشعب لا يملكون سوى تلك الجدران التي يعيشون تحت سقفها.
من حق الحكومة أن تحصل الضرائب عن الوحدات التي تزيد عن السكن الخاص، ولكن ليس من حقها أن تسلب حقوق الغير دون حق.. الحكومة عليها تعظيم الإيرادات ولكن من خلال أوجه عديدة، وليس من خلال فرض الأعباء على المواطنين.. المفاجآت تتصاعد من وقت لآخر، ولا حديث للحكومة إلا عن ضرورة إلغاء الدعم الذي يقيد مسيرتها، وكأن الدعم هو الذي يعوق تقدمها وتطور الحالة الاقتصادية.
الحكومة القوية هي التي تبحث عن مصادر دخل من أوجه متعددة، وتعمل على تقدمها الاقتصادي، وتضاعف الصادرات، وتنهض بالتنمية السياحية، وتجذب المسثمرين من كل أرجاء العالم، وتقضي على البطالة وتحقق الرخاء لشعبها.
نحن نعي المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد والأزمات التي أحاطت بها، وأغلبها من صنيعة جماعة الإخوان الإرهابية والمؤامرات والشائعات التي تتبناها مواقع أهل الشر، والديون التي زادت عن حدها نتيجة سياسات خاطئة خلال عهود سياسية سابقة وبداية الإصلاح الاقتصادي.
البطل الحقيقي في كل هذه الأزمات كان هو الشعب المصري بكل أطيافه، والذي التف حول قيادته السياسية ونجح في وأد كل المخططات الشيطانية، وتحمل ما لا يتحمله شعب آخر، ومن حقه الآن أن ينعم بحياة بعيدة كل البعد عن الآلام والأوجاع.