رئيس التحرير
عصام كامل

جوناثان بريان.. حكاية طفل ألّف كتابا بنظرات عينيه (صور)

فيتو

الآلاف من النماذج القوية تخرج للنور يومًا بعد يوم من متحدي الإعاقة ليثبتوا للعالم أن الإعاقة ليست بعائق أمامهم لتحقيق أحلامهم، وبالأمل والإرادة كل شيء سيتحقق، ولإثبات أيضًا أن الإعاقة ليست جسدية إنما هي إعاقة وعجز في التفكير والتطوير من الذات.


ومن بين الآلاف من متحدي الإعاقة تسلط «فيتو» الضوء على طفل تفوّق على إعاقته وألّف كتاب بـ"نظرات العين".

"جوناثان بريان"، طفل بريطاني من مقاطعة "ويلتشير" بإنجلترا، يبلغ من العمر 13 عامًا، ولد مصابًا بشلل دماغي حاد أفقده القدره على الحركة والكلام، ولكنه يستطيع تحريك "رموش العين" بطريقة معينة للتواصل مع عائلته، فهذه الطربقة الوحيدة التي تمكنه من التعايش والتواصل بسهوله معهم.

إصرار الأهل
عندما ولد جوناثان، قبل 13 عاما أخبر الطبيب والديه بأن طفلهما لن يتمكن من الحركة أو الحديث وسيظل دائم الإقامة على كرسي متحرك، فحالة طفلهم ليس لها علاج، لكن والدا جوناثان قررا أن يهملوا كل سمعوه عن طفلهم ويتحدوا كل ذلك وان يجعلوا طفلهم مميز وان يجدوا طريقة للتواصل معه بكل سهوله.

وتمكن والدا جوناثان من إيجاد طريقة للتواصل مع طفلهم غير الإشارات الشفهية كالابتسامة والعبوس وحركة العين، وبالفعل نجحت فكرتهم وتمكن جوناثان من التعامل كشخص ناطق ولكن عن طريق لغة العيون.

صدمة
عندما بدأ جوناثان في السن القانوني لدخول المدرسة رفض اختصاصيو التوعية فكرة إرساله للمدرسة مؤكدين صعوبة ذلك، لكن شانتال بريان والدة الطفل قررت ألا تلتفت لهذه التعجيزات وقررت أن تكون المدرسة الخاصة لطفلها وتفي بوعدها بأن تجعله مميزًا رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصصت عدد ساعات معينة لتعلم طفلها كل شئ بشأن القراءة والكتابة، حتى أصبح بإمكانة توضيح كل شيء يريد قوله.

التواصل الفعال
أصبح جوناثان صوت من لاصوت لهم، فهو أفضل مرسل لصوت من يعانون لأنه مثلهم يعاني، لكنه يتميز بقدرته على التواصل رغم المعاناة.

وبمساعدة إطار"e_tran" لم يتصل جوناثان بالعالم فقط لكنه تمكن من أن يكتب كتابا باستخدام عينه للتهجئة.

ويعد جهاز "e_tran"، لوح بلاستيكي شفاف يحتوي على أحرف، ونظام ترميز ملون، وبحركة العين يحدد الرسالة التي يريدها الشخص.

مذكرات جوناثان
وبروي جوناثان من خلال كتابه كيف تعلم تهجئة العيون والكتابة، ورغم أن الكتاب يتناول حياة جوناثان وإصابته بالشلل الدماغي إلا أن والدته قالت أن الكتاب به رسائل للعالم أجمع لتوجيه أولياء الأمور والأطفال على كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات.

وقال جوناثان في كتابه إن جسمه لا يفعل الكثير لكن ذلك لا يعني أن عقله غير نشط، مصيفًا: أنا صوت من لا صوت لهم، مشيرا إلى أنه كتب هذا الكتاب ليكون مصدر إلهام لمن يعانون مثله.

عام كتابه
استغرق جوناثان في كتابة كتاب "تهجئة العيون" عام كامل، وتلقى بعدها الكثير من الردود الإيجابية بعد نشر هذا الكتاب، والتي تشير إلى أن كتاباته جديرة بالاهتمام.

ويشير جوناثان إلى أنه سيطل يقاتل من أجل البقاء متميزًا، وإعطاء كل الأطفال خيار القراءة والكتابة، وان ما يساعده على ذلك هو شغفه بالكتابة.

تبرعات
ألمح جوناثان خلال حوار صحفي إلى أنه سوف يتبرع بجزء من إيرادات الكتاب لتعليم الأطفال عبر مؤسسة خيرية تهدف لترويج نظام تعليمي خاص للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.

واستطاع جوناثان أن يجعل والديه يفتخران به، وازداد ذلك بعدما كتب كتابًا بطريقة مبهرة.
الجريدة الرسمية