رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل اجتماع عاصف في البيت الأبيض عقب عزل مرسي.. كاتب أمريكي: كيري وصفه بـ«أغبى شخص».. ماتيس حذر من إرهاب جماعة الإخوان.. هذه نصيحة أوباما الأخيرة.. والسيسي تعهد بحماية مصر من الغرق

فيتو

كشف الكاتب الأمريكي، دافيد دي كيركباتريك، المدير السابق لمكتب صحيفة «نيويورك تايمز» في القاهرة، حجم الغضب الذي تملك الإدارة الأمريكية إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان.


وقال دافيد دي كيركباتريك، في مقال نشر أمس، كنت مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة حينما وقعت ثورة 30 يونيو، ولقد عدت بالذاكرة إلى الأحداث بعد سنوات في محاولة للتوصل لفهم أفضل لدور واشنطن.

الإسلام السياسي

مضيفا، علمت أن دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لانتفاضات الربيع العربي كان مكبلًا منذ البداية بسبب الخلافات الداخلية حول نفس القضايا التي تحدد الآن معالم سياسة الرئيس الحالى دونالد ترامب – طبيعة التهديد الذي يشكله الإسلام السياسي في المنطقة.

كان أوباما ومستشاروه المقربون يقفون في العادة في واحد من طرفي ذلك الجدل. كانوا يتمنون إحداث تغيير في السياسة الأمريكية القائمة والتأسيس لعلاقة جديدة مع العالم العربي بهدف مواجهة التطرف المعادي للغرب وقطع الطريق عليه.

مرسي ومانديلا

موضحا أنه وقت خروج المتظاهرين ضد مرسي، هاتفه الرئيس الأمريكى السابق حينما كان يجري جولة خارجية في أفريقيا، وقال له: "سر على نهج نيلسون مانديلا". وكان قد زار للتو مانديلا ليعوده في مرضه وذكر حكومته التي شكلها ما بعد نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، قائلًا لمرسي: "حتى حارس سجنه – ذلك الرجل الذي كان يحرس زنزانته التي كان محتجزًا فيها – عينه مسئولًا عن الأجهزة الأمنية. وكانت تلك المبادرات التي اتخذها هي التي حافظت على وحدة البلاد. كن شجاعًا. التاريخ ينتظرك".

كاشفا أنه بعد عزل مرسي في 3 يوليو، كان أوباما في اجتماع داخل البيت الأبيض انتهى باستسلامه لوجهات النظر الأخرى عندما قبل بضرورة إبعاد الجماعة عن حكم مصر لخطورة الأفكار التي تعتنقها وعدم اختلافها عن تنظيم القاعدة الإرهابى.

ألوان الإرهاب

مؤكدا، أنه كغيره من المسئولين في وزارة الدفاع، كثيرًا ما أكد جيمس ماتيس، وزير الدفاع الحالي، والذي كان حينها قائدًا في قوات البحرية مكلفًا بشئون القيادة المركزية، بأن الإخوان المسلمين ما هم سوى لون آخر من ألوان القاعدة.

ومما قاله الجنرال ماتيس في خطاب ألقاه بعد ذلك تناول فيه أحداث المرحلة الفائتة: "كلهم يسبحون في نفس البحر" بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين حمل مرسي المسئولية عن إسقاطه بسبب ما قال إنه "قيادته المتعجرفة".

أيديولوجيا واحدة

أما الجنرال مايكل فلين، وكان في ذلك الوقت يرأس وكالة الاستخبارات العسكرية، وقد زار القاهرة في الشهور الأخيرة التي سبقت 30 يونيو لكي يتحدث مع القادة العسكريين حول مرسي. وقد أخبرني –كاتب المقال- في حديث لي معه في عام 2016 بأنه سواء تعلق الأمر بالإخوان أو بالقاعدة "فكلهم يحملون نفس الأيديولوجيا."

أغبى شخص

واستطرد كاتب المقال في كشفه عن شعور الإدارة الأمريكية تجاه مرسي، موضحا أن وزير الخارجية الأسبق، جون كيرى، كان باستمرار يرتاب من الإخوان ويقول إنه لا يثق بهم كما أخبرني فيما بعد، وعندما زار القاهرة لأول مرة كوزير للخارجية في مارس من عام 2013، لم يعجبه مرسي وشكل عنه انطباعًا سلبيًا.

ومباشرة بعد مغادرته القصر الرئاسي في القاهرة، قال كيري مخاطبًا كبير الموظفين لديه: "إنه أغبى شخص قابلته في حياتي، لا يمكن لهذا الأمر أن ينجح، هؤلاء الناس مخبولون".

تعهد السيسي

شعر السيد كيري بارتياح أكبر عندما التقى على انفراد بالفريق عبدالفتاح السيسي حينما كان وزيرا للدفاع، وأخبرني كيري فيما بعد أن السيسي قال له في ذلك اللقاء "أنا لن أسمح لبلدي بأن تغرق في المجاري"، الأمر الذي جعل وزير خارجية أوباما يشعر جزئيًا بالارتياح لأنه خلص من اللقاء بأن الجنرال على استعداد للتدخل لإنقاذ البلاد.

وقال كيري: "كان اللقاء دافعًا للاطمئنان بأن مصر لم تكن لتنزلق نحو حرب أهلية أو في مجزرة تامة للشعب أو إلى انهيار من الداخل".

وأخبرني كيري بأنه عبر عن رأيه في لقاء داخل البيت الأبيض بأن عزل الرئيس مرسي لم يكن في واقع الأمر انقلابًا، كل ما هنالك هو أن السيسي انصاع للإرادة الشعبية لكي ينقذ مصر.
الجريدة الرسمية