رئيس التحرير
عصام كامل

والدة «متاع» ضحية مستشفى كفرالشيخ: ابنتى اتفحمت.. جنينها طلع من بطنها مختنقًا..الزوج: عرضوا علينا تحمل العلاج وتشغيل شقيقتها مقابل السكوت.. ومدير المستشفى: المريضة تسببت في ماس كهربائي (فيدي

فيتو

بمجرد أن تطأ قدماك منزل أسرة "متاع" التي لقيت مصرعها داخل مستشفى كفرالشيخ العام فجر الأربعاء الماضى، تجد عشرات السيدات المتشحات بالسواد يحاوطن الأم المكلومة "سعاد إمام" والدة المرحومة متاع ولسانها يردد "حسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتلوا ابنتى بإهمالهم".


محاولة للتعتيم
وبالاقتراب من الحاجة سعاد بعد دفنها لابنتها بأقل من نصف ساعة، كانت بداية حديثها لـ "فيتو"، قائلة: لقد أردت الحديث معكم وأنا في حال لا يعلمها إلا الله لأننى شعرت أن إدارة المستشفى العام تحاول التعتيم على ما حدث لابنتى ووصفها بالمريضة المجنونة التي قتلت نفسها، ولكن كيف تقتل نفسها وهى أم لطفلتين إحداهما رضيعة عمرها عام والأخرى بنت 12 عاما، وكانت أيضا حاملا بطفل انتظرته لسنوات طويلة، فقد كان حلم حياتها أن تنجب ذكرا ليكون سندا لابنتيها.

الصحة النفسية
وتابعت: دخلت "متاع" ابنتى مستشفى كفر الشيخ يوم السبت الماضى في الخامسة عصرًا، وهى حامل في طفل عمره 6 أشهر في أحشائها، وتم حجزها بقسم الصحة النفسية لأنها كانت تعانى من حالة "زهق" وثانى يوم في الخامسة فجرًا وجدنا موظفين من المستشفى العام جاءوا إلى منزلنا يخبرونا بأن العنبر الذي توجد به متاع احترق بالكامل، وذهبنا مسرعين للمستشفى لأجد ابنتى جثة متفحمة وبها نسبة حروق تصل 90% حتى أن ابنتى الأخرى حدث لها انهيار عصبى وتم نقلها للمستشفى عندما رأت أختها متفحمة بهذا الشكل.

إخراج الجنين
واستكملت: تم إخراج الجنين ميتا من أحشاء ابنتى "متاع" بسبب الاختناق ومعنا صورة حفيدى وهو مولود ميت بجانب أمه، وتم نقلها لقسم الحروق لمدة 3 أيام وعندما ساءت حالتها نقلت لغرفة العناية المركزة ولم نجد أي اهتمام من المستشفى ولا إدارتها.

وتابعت، الحاجة سعاد، لـ"فيتو"، لقد تحدثت لابنتى بمجرد رؤيتى لها، عن سبب الحريق الذي حدث لها، فكان رد "متاع " ابنتى قبل موتها نصًا "يا ماما أنا كنت نايمة على السرير فوجئت بسلوك السقف تولع وتنقط نار على سريرى وباقى الغرفة وصرخت كتير لكى ينقذونى ولم يسمعنى أحد، واتجهت للباب لأحاول فتحه ولكنه وجدته مغلقا بقفل كبير، والحريق استمر أكثر من ساعة كاملة. 

الإبلاغ عن الحريق
وقالت والدة متاع، إن الذي أبلغ عن الحريق هم الناس المتواجدون بمركز الكبد المجاور للمستشفى العام، فاتصلوا بالحماية المدنية وهم يستمعون لصراخ ابنتى من الداخل والمستشفى وإدارتها في غيبوبة، وقاموا بتصوير ما حدث وأعطوه لنا ليساعدنا على المطالبة بحق ابنتنا، وحسبى الله ونعم الوكيل فيمن قتلوا ابنتى بإهمالهم.

الخبر الصاعقة
وأردف "محمود فتحى بدر" والد "متاع"، قائلا: "إن ابنتى دخلت المستشفى عصر السبت الماضى، ووجدت فجر الأحد عربة نصف نقل تحمل أرقام 3215 تأتى لإحضارنا للمستشفى لأفاجأ بابنتى محترقة وأخبرنى أحد الأطباء أن حالة ابنتى صعبة للغاية وحروقها شديدة الخطورة، وتوجهت بالاتهام المباشر، لمدير المستشفى ووزيرة الصحة التي تترك هؤلاء المهملين مديرين للمستشفيات الحكومية.

ويكمل الأب باكيًا، أروح فين وآجى منين، المستشفى وإدارته يطمسون الحقائق ويتهمون ابنتى بأنها أحرقت نفسها، وفى حال صدق افتراءات إدارة المستشفى، فهل رأيتم ابنتى وهى تشعل النار في نفسها وتركتموها لتحترق لمدة تزيد على الساعة حتى تفحمت تمامًا ؟ وأنا لا أريد سوى حق ابنتى وحق بنتيها اللي تيتموا وحفيدى الذي مات مختنقا في بطنها.

رفض العزاء
أما عن "وحيد المسيرى" زوج "متاع" فكانت تنتابه حالة من الذهول والبكاء رافضًا أخذ واجب العزاء في زوجته، قائلًا "لن آخذه حتى أحصل على حقها بالقانون"، فكيف يتهمون زوجتى بالجنون وأنها من أشعلت النيران في نفسها"؟ وهي كانت تنتظر ابنها الذي كانت تحمله بأحشائها بفارغ الصبر.

وأضاف، المسيرى، أن مدير المستشفى عرض عليا التكفل بمصاريف علاج "متاع" داخل المستشفى قبل وفاتها كما عرض على شقيقة زوجتى أن تعمل في تمريض المستشفى، مقابل عدم الحديث عن المأساة التي تعرضت لها "متاع" داخل مستشفى كفرالشيخ العام، وعلمت من طبيب بالمستشفى بأن مديره يخشى من افتضاح الأمر لأنه مرشح لمنصب.

ويستطرد باكيًا: لا أعلم ماذا أفعل بعد وفاتها، لا أعلم كيف أربى البنتين وخصوصا الرضيعة، فزوجتى كانت لى ولبنتيها كل شيء.

من جانبه، رد الدكتور لطفي عبد السميع، مدير مستشفى كفرالشيخ العام، بأن المريضة دخلت المستشفى، وأصيبت بحالة من «الهياج والتشنجات»، ولم تستجب للعلاج في بداية الأمر، ونقلت على إثرها لغرفة العزل لمنع تعديها على المرضى، إلا أنها خلعت ملابسها وربطتها في المروحة الكهربائية، ما أدى لإحداث ماس كهربائي ونشوب حريق، وتم فتح تحقيق داخل المستشفى لاستبيان الأمر، على حد قوله.


الجريدة الرسمية