مجدي شاكر: الفراعنة سجلوا أول خسوف للقمر عام ٥١ قبل الميلاد
كشف الأثري مجدي شاكر، أنه منذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن سر الوجود ويشعر أن هناك قوى خفية في السماء تحدد مصير البشر في الأرض.
وقال شاكر، إن المصرى القديم اعتمد في تفسيره لما يجده أمامه من ظواهر طبيعية على استنتاجه لنشأة الكون ومكوناته من خلال العناصر الأساسية التي اعتقد أن الكون تشكل من خلالها.
وأشار إلى أن المصري القديم رصد الظواهر الفلكية وكان لديه مراصد فلكية في مدينتي منف وأون لرصد بداية بدء الفيضان عند ظهور نجم الشعرى اليمانية واحتراقه بما يسمى بالاحتراق الشروقى، وكان هناك منصب هام يسمى كبير الناظرين أو الرائين إلى السماء وأول من حمله هو إيمحتب مهندس هرم زوسر بسقارة، وكانت علوم الفلك تدرس في جامعة أون (المطرية وعين شمس حاليا) حتى أطلق عليها مدينة الشمس أو هليوبوليس.
وأضاف شاكر، أن الفراعنة سجلوا المتحرك والثابت من النجوم وكان لهم معرفة بالاتجاهات الأربعة الأصلية وهذا ما تبين من تحديد الاتجاهات الأربعة لأهرامات الجيزة كما عرفوا كروية الأرض وأن الشمس والقمر كرويان وأن القمر عبارة عن أرض فضاء وأنه مضاء بواسطة الشمس.
وأكد أن الفراعنة عرفوا أسباب ظاهرتي الكسوف والخسوف وقال: "نرى على سقف معبد دندرة (دائرة أبراج دندرة) بمتحف اللوفر الآن التسجيل الوحيد لخسوف القمر الذي سجله المصرى بتاريخ ٢٥ سبتمبر عام ٥١ ق.م وفيه نقوش تظهر سريان الليل والنهار وأوجه القمر وصور أبراج دندرة بسلالم ١٤ درجة يمثل ١٤ يوما لينتهى السلم بقرص القمر وبداخله عين حورس وصور مسار الشمس".
وأضاف أنهم عرفوا ظاهرة المد والجزر وتأثر البحار والمحيطات بالقمر ودونوا ذلك على أوراق البردى وكذلك عرفوا تأثير الحياة على الأرض بالنجوم والكواكب في السماء وعرفوا النجوم والمجرات ووضعوها في جدول وربطوا بينها وبين الحياة على الأرض.
وأكد أن الفراعنة نظروا للشمس والقمر باعتبارهما عينى المعبود حورس وعند اختفائهما يتحول لمعبود حرب بلا عيون وقد وردت ظاهرة كسوف الشمس في بردية نبوءة نفرتى وورد خسوف القمر في أسطورة الصراع بين حورس وست حيث اقتلع ست عينا من عينى حورس وعرفوا الكسوف حيث يقال إن كهنة آمون نبهوا الجنود عند محاربتهم لجيوش الفرس بهذه الظاهرة حتى لا يصابوا بالرعب.
وقال: "كان للقمر دور عظيم في الحياة اليومية والاجتماعية حيث عبده المصرى القديم في هيئة المعبود خونسو بمعنى العابر إشارة إلى عبور المتوفى للعالم الآخر مثل القمر، وكان خونسو ابنا لآمون وموت وله معبد منذ عصر رمسيس الثالث في الكرنك في طيبة وصور في هيئة رجل له رأس صقر يعلوه هلال وقمر وكان قرد البابون أحد رموزه".
وأضاف: "في معبد دير الحجر في واحة الداخلة بالوادى الجديد سمى المعبد باسم ست أيعح بمعنى عرش القمر حيث تحدث ظاهرة فلكية في داخله في وقت محدد وهناك كثير من الملوك والملكات سموا باسم القمر مثل أحمس نفرتارى (مولدة القمر أو أحلاهم) وايح أحمس( القمر راضى) وغيرهم".