أمريكا تلاعبنا بالمعونة!
أول أمس أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فك تجميد مبلغ يقدر بنحو ١٩٥ مليون دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية المقررة لمصر عام ٢٠١٦، وعللت ذلك بأن مصر اتخذت خطوات خلال العام الماضي ردا على بعض المخاوف الأمريكية، دون أن تفصح عن هذه الخطوات، أما المخاوف فقد سبق أن أشارت إليها الخارجية الأمريكية عندما بررت تجميدها قبل أكثر من عام سبق، بالتراجع في ملف حقوق الإنسان.. لكن اللافت للانتباه أنه سبق هذا القرار الأمريكى بيوم واحد اجتماع لإحدى لجان الكونجرس لمناقشة ملف حقوق الإنسان في مصر، وشهد هذا الاجتماع توجيه انتقادات لمصر في هذا الموضوع من قبل من استمعت إليهم اللجنة من الخبراء الأمريكيين!
وهذا يجعلنا نستنتج أن حقوق الإنسان في مصر ليست هي سبب تجميد مبلغ من المساعدات الأمريكية العسكرية التي تبلغ سنويا نحو مليار و٢٠٠ مليون دولار، كما أنها ليست أيضا سبب تجميد هذا المبلغ من قبل.. أمريكا تلاعبنا بهذه المساعدات العسكرية التي تقررت لمصر مع مساعدات اقتصادية في أعقاب إبرام معاهدة كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عام ٧٩.. هي تستخدمها للضغط علينا، كما فعلت قبل يناير ٢٠١١ بالنسبة للمساعدات الاقتصادية، والتي قررت أن توجه قدرا منها للتمويل المباشر والسري لمنظمات المجتمع المدنى المصرية بعد يناير، وأيضًا كما فعلت بعد يونيو ٢٠١٣ بالنسبة للمساعدات العسكرية التي جمدتها كلها لأننا انتفضنا ضد حكم الإخوان وأسقطناه وتخلصنا من شروره.
هذه هي حقيقة الأمر كله التي لن تعلنها أمريكا.. أما نحن فيجب أن نتسلح في هذا الخصوص بأكبر قدر من الشفافية مع أنفسنا، بمصارحة الرأي العام بكل ما يتعلق بهذه المعونة.