مشروع تخرج بـ«فنون جميلة» يجسد الفراعنة بتيشيرت وبنطلون جينز (فيديو)
داخل ساحة كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وقف جمال بين زملائه لعرض مشروع تخرجه التابع لقسم التصوير الزيتي، يستمع إلى تعليقات من حوله المنبهرين بالمشروع، حتى توقف عند قول أحدهم: "هو أنت أكبر منهم؟"، تلقى صاحب الـ29 عامًا السؤال بتعجب، قاطعه استكمال ذلك الشخص كلامه بأن مشروعه يغلب عليه عنصر الخبرة وليس مجرد مشروع طالب حديث التخرج.
"يا من تذهب سوف تعود، يا من تنام سوف تنهض، يا من تمضي سوف تبعث، فالمجد لك للسماء، وشموخها للأرض وعرضها للبحار وعمقها"، عبارات طبعت على ورقة صغيرة خضراء اللون تحمل وصف مشروع "مصري معاصر" لـ"جمال الباجوري"، الطالب بكلية الفنون الجميلة، والذي ألقى من خلاله الضوء على الهوية المصرية القديمة، ولكن بصورة معاصرة، "فراعنة بس لابسين مودرن".
وكانت البداية حينما دارت أفكار كثيرة داخل رأس الطالب عندما حددت الكلية مهلة 35 يوما للانتهاء من مشروعات التخرج، دفعت هذه المهلة جمال إلى إجراء بحوث حول الآلهة المصرية القديمة وكيفية تجسيدها بشكل يلائم العصر الحالي، حتى استقر على الإله "أنوبيس" حارس العالم الآخر عند المصريين القدماء "لبسته تيشرت وبنطلون جينز مقطع"، والآله "باستت" إلهة المحبة والرقص وعنها يقول جمال: "هي بتمثل الأنثى، فحاولت أبرز أن الأنثى بتهتم بالأيلاينر وحطيتلها مانيكير".
وعكست خلفية اللوحتين اللتين قدمهما جمال ثلاثة ثقافات مختلفة ورمز إلى كل ثقافة برمز يعبر عنها، فالكتابة الهيروغليفية جاءت كرمز للحقبة الفرعونية، والهالة خلف رأس الإلهة أنوبيس وباستت تعبيرًا عن الثقافة المسيحية، مع بعض الزخرفة الإسلامية أسفل اللوحة، ورسم أشكال هندسية عند منطقة البطن "الدائرة بحسها شكل أنثوي أكتر على عكس المثلث زواياه حادة زي تفكير الذكر".
إمكانية مشاركة مشروع "مصري معاصر" ضمن معرض بمدينة شرم الشيخ وسط أسماء كبيرة من الفنانين، أحيت بداخل "جمال" فرحة عارمة، ذكرته بفرحته وهو طفل حينما كان يتعمد شراء أكياس المقرمشات في طريق عودته من الحضانة لكي يجمع البوكيمون ويرسمه، أو يقلد الشخصيات الكارتونية وسط توجيهات ملهمه في الرسم، وقال: "جوز عمتي فنان كبير بالنسبة لي وكان بيخليني أرسم كتير، وهو الداعم لي في فترة دراستي اللى انتهت بالتحاقي بكلية الفنون الجميلة".
