رئيس التحرير
عصام كامل

قيادي إخواني يعترف بمأساة الجماعة: «انفصلت بالكامل عن المجتمع»

عز الدين دويدر، القيادي
عز الدين دويدر، القيادي بجماعة الإخوان

هاجم عز الدين دويدار، القيادي بجماعة الإخوان الإرهابية، والمحسوب على الجبهة الشبابية، التي تحمل اسم «المكتب العام»- الجماعة قيادات وقواعد، مؤكدًا أنهم مجتمع مغلق، يبني قناعاته على الثقة قبل الفهم، والتنظيم قبل الضمير، بحسب وصفه.


وكشف دويدار في تصريح له، تفاصيل مسيرته في الجماعة، التي استمرت ٢١ عاما، مؤكدا في تصريح له، أن القيادة المركزية للإخوان سيطرت على عقول الأعضاء ومشاعرهم.

وأضاف: «تنظيم الإخوان في نسخة التسعينات وما بعدها أصبح مجتمعا بديلا بالنسبة لأعضائه، له فن بديل، وأدب بديل، واقتصاد بديل، وعائلة بديلة» مردفا: «انفصلوا شعوريًا وعمليا بالكامل عن المجتمع الكبير».

وتابع: تفشى في التنظيم الغيبة والنميمة والتفتيش في الضمائر والتطفل على دواخل الناس، ممن هم خارج الجماعة، باعتبارهم لم يهتدوا إلى مجاورتهم في التنظيم، الذي يحمل رسالة الأنبياء المرسلين المهتدين.

واستكمل: «التنظيم هرمي التربية والتصعيد والتقييم والنجاح، والتوظيف فيه يعتمد على التقارير اللي بيكتبها كل نقيب من أسفل التنظيم لأعلاه عن رفاقه الخمسة في الأسرة (للأسف كتبت تقارير تقييم شخصي ونفسي وتربوي لتقييم وتصعيد رفاق ليا، وأنا طفل سني ١٧ سنة)، فالتنظيم يعطيك سلطة التطفل والغيبة والنميمة والتفتيش في النوايا من مقعد علوي (نفسيًا) على من حولك، وهو سلوك مشروع ومحمود ومنظم ومُأصل شرعيًا داخل التنظيم».

وأردف: «ولأن القيادة ربانية، والإدارة مركزية، والرسالة خالدة، والدعوة لها حراس، لهم تاريخ وقداسة لا يبلغها اللاحقون، فإنه لا مجال للخلاف الداخلي أو الاختلاف في تفسير النصوص، أو حتى في تطبيقها، هناك كتالوج حركة وتفكير واحد تحتكره القيادة المركزية، ذات المكانة الروحية، وليس للأتباع غير الجندية والطاعة، فإذا كانت عمياء فأنت في التنظيم تصعد وتُمكن، وإذا كانت طاعة مبصرة، فأنت على حرف، تُقصى وتُبعد حتى تخرج أو تعلن خلافك، فإن خرجت أو أعلنت خلافك، ستكون بلا شك خطر على المجموع، تهدد حبال الطاعة والسيطرة الواصلة في اتجاه واحد نازل بين القيادة ومجتمع الأعضاء».

وأضاف: «تكون النتيجة أن آلة القيادة تستطيع استخدام التنظيم وموجة البث الواحدة لاغتيالك معنويًا بكل بساطة، بمجرد ضغطة زر، فإذا قال مسئول في موقع قيادة ما، أن فلان وصولي، أو حرامي، أو عميل للأمن مثلًا، فخلال ٢٤ ساعة، سيكون هذا حديث الأعضاء في قاعدة التنظيم الواسعة».

وتابع: كما تحتكر القيادة الأزلية الرؤية وأجندة القرار، وكما تحتكر موجة البث الحصري لعقول الأعضاء، فهي تحتكر كتابة التاريخ وبثه وتلقينه عبر الأجيال، فالشيخ محمد الغزالي مثلًا يتحول لمنشق مارق طامع في القيادة، وأبو الفتوح يتحول عميل، وليس مجرد مختلف سياسيًا أو تنظيميًا، والشيخ حازم متهور إرهابي، وشباب التيار المصري عملاء، ومحمد كمال متطلع للقيادة وانحرف للعنف وكاذب وخاطف للتنظيم ورفاقه، توزعت عليهم الاتهامات، فهذا ثبت أنه عميل، وهذا ثبت أنه حرامي، وهذا عليه شبهات أخلاقية، وهكذا.

واختتم: مجتمع كهذا ما أسهل أن تنشر فيه الأكاذيب؛ لأنه تنظيم تهيأ للتصديق بدون الحاجة لدليل.
الجريدة الرسمية