رئيس التحرير
عصام كامل

مروة الشريف تكتب : فدوى طوقان.. رحلة صعبة

مروة الشريف
مروة الشريف

تعد فدوى طوفان من أهم شاعرات فلسطين في القرن العشرين من مدينة نابلس، وهي من عائلة فلسطينية معروفة، ولُقبت بشاعرة فلسطين، حيث مَثل شعرها أساسًا قويًا للتجارِب الأنثوية في الحب والثورة، واحتجاج المرأة على المجتمع.


تَلقت فدوى تعليمها حتى المرحلة الابتدائية في مدينة نابلس، حيث اعتبرت عائلتها مشاركة المرأة في الحياة العامة أمرًا غير مقبول فتركت مقاعد الدراسة، ومُنعت من الزواج، واستمرت في تثقيف نفسها بنفسها، ثم قام على تعليمها أخوها إبراهيم طوقان شاعر فلسطين الكبير، الذي نَمى مواهبها، ووجهها نحو كتابة الشعر، وشجعها على نشره في العديد من الصحف العربية، وأسماها "أم تمام". ثم أسماها محمود درويش لاحقًا "أم الشعر الفلسطيني". وَوَقَعَت قصائدها الأولى باسم "دنانير"، إلا أن أحب أسمائها المُستعارة هو "المُطوقة" لأنه يتضمن إشارة مزدوجة، إلى حال الشاعرة، فالمطوقة تعني انتسابها إلى عائلة طوقان المعروفة، وتَرمُز أيضًا إلى أحوالها في مجتمع تقليدي يُطَوقها بالعادات والتقاليد غير الرحيمة.

تَوالت النكبات في حياتها بعدما توفى والدها ثم أخوها وأعقب ذلك احتلال فلسطين إبان نكبة 1948، فترك كل ذلك أثرا واضحا في نفسيتها وتَبين ذلك في ديوانها الأول "وحدي مع الأيام"، وكانت تدعو في الكثير من أشعارها بتحرر المرأة، واحترام حقوقها ومواهبها، سافرت فدوى إلى لندن في بداية ستينيات القرن الماضي، وبدأت تَفتح لها إقامتها بلندن أفاق معرفية وإنسانية، وبدأت تشارك في الحياة العامة بنابلس، بحضور مؤتمرات ولقاءات كان يَعقدها شعراء بارزون أمثال محمود درويش.

كَرست فدوى حياتها للشعر والأدب، حيث أصدرت العديد من الدواوين والمؤلفات منها "أخي إبراهيم"، "رحلة جبلية رحلة صعبة"، الرحلة الأصعب"، "الليل والفرسان"، "على قمة الدنيا وحيدًا" وغيرها العديد من الأعمال حيث كانت الأكثر جَرأة بين نساء جيلها واقتحمت المجتمع الذكوري وتحدث عن قصة حُبها مع الناقد أنور المعداوي، ولكنه حب على قد قُدِرَ له أن يكون على الرسائل فقط. وشَغلت عدة مناصب جامعية، بل وكانت محور الكثير من الدراسات الأدبية العربية، وحصلت على العديد من الأوسمة والجوائز. وتوفيت فدوى عام 2003 عن عُمر يُناهز السادسة والثمانين عامًا.
الجريدة الرسمية