رئيس التحرير
عصام كامل

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين (١)


هذا الكتاب يمثل في الحقيقة كتابا مهما لدراسة سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. وقد ألفه الشيخ محمد الخضرى (رح)، الذي توفى في القاهرة ودفن فيها عام 1927، فجزاه الله تعالى عن جميع المسلمين خيرا، وغفر له، وأسكنه فسيح جناته.. حقا ما أجمل الحديث عن النبى المختار، وما أعظم تأمل سيرته والوقوف عند كل محطة فيها، فعندها سوف نتعلم الكثير والكثير الذي ينفعنا ويسعدنا في الدنيا والآخرة..


وقد حقق هذا الكتاب وعلق عليه سمير أحمد العطار الذي قال في مقدمته: حث الله تعالى المسلمين على الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم)، فقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وقال أيضا: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، وقال كذلك: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).. ثم استطرد قائلا: "ما أحوج المسلمين اليوم إلى مطالعة سيرة النبى الأعظم (ص) يستلهمون منها الدروس والعبر.. ما أحوج ناشئتنا وشبابنا إلى التعرف على سيرة نبيهم وخصاله وشمائله ودعوته وصبره وجهاده..

تلك السيرة التي تعلمنا منها منهج الدعوة إلى الله، ومنهج الحياة فيما يرضى الله، تعلمنا المحبة في الله؛ التي تثمر عزة وقوة ونصرة وسعادة في الدارين، الدنيا والآخرة.. وقد اهتم العلماء والأئمة والحفاظ بهذا الموضوع لأهميته ولشرفه المستمد من شرف وقدر المصطفى (ص)..

وعلى مر السنين، توالى التأليف والشرح والاختصار في المغازى والسير والشمائل.. ومن أقدم كتاب هذا الفن الإمام ابن شهاب الزهرى (ت ١٢٤ هجرية).. ولعل أشهر من كتب في السيرة النبوية: ابن هشام (ت ٢١٨ هجرية)، وكانت سيرته تنقيحا لسيرة ابن إسحاق، وقد شرحها السهيلى (ت ٥٨١ هجرية) في كتابه (الروض الآنف)، واختصرها ابن عبد البر (ت ٤٦٣ هجرية) في كتابه (الدرر في اختصار المغازى والسير)..

كما ألف ابن حزم (ت ٤٥٦ هجرية) كتابه (جوامع السيرة النبوية)، وألف ابن سيد الناس سيرته (عيون الأثر)، والإمام الشمسي الشامى (ت ٩٤٢ هجرية) كتابه(السيرة الشامية).. ومن الأخيرين جمع على بن برهان الدين الحلبى (ت ١٠٤٤ هجرية) كتابه الشهير (السيرة الحلبية) مع إضافات عليهما، و(السيرة النبوية) و(الفصول في اختصار سيرة الرسول) كلاهما لابن كثير.. وذلك بالإضافة إلى الكثير من الكتب المهمة التي يضيق المجال عن ذكرها، مثل (زاد المعاد) لابن القيم، و(وفاء الوفاء) للسمهودى، و(المواهب اللدنية) للقسطلانى، وشرحها للزرقانى.
الجريدة الرسمية