رئيس التحرير
عصام كامل

«كن رجلًا».. حملة في المغرب تحرض الرجال ضد النساء

فيتو

أشعل هاشتاج #كن_رجلا مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، فبعد انطلاق حملة تحرض الرجال على مراقبة ما تلبسه نساءهم ولا يتركوهن يخرجن بلباس "فاضح"، ظهرت حملة مضادة تحت وسم # كوني_امرأة_حرة، تدافع عن حرية اختيار المرأة لملبسها.

"كن رجلا"، ويُضاف لها في بعض الأحيان "... ولا تترك نساءك يخرجن بلباس فاضح"، بهذا الوسم شن الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة ضد ملابس النساء "الفاضحة". الحملة عرفت انتشارا واسعا في المغرب وما يزال التفاعل بخصوصها مستمرا لحدود الساعة. وبين مناصر للحملة ورافض لها، تدخل الحملة أسبوعها الثالث.

النقاش الحاد بين الطرف المؤيد والمعارض للحملة، بدأ فور دعوة القائمين على صفحة "الحملة الوطنية للمطالبة بالبنك الإسلامي الحقيقي في المغرب"، إلى منع النساء من الخروج إلى الأماكن العامة (البحر، الشارع...) بلباس "فاضح". ومنذ بداية الشهر الجاري ورواد الشبكات الاجتماعية لا يكفون عن الدلو بآرائهم تجاه الحملة، سواء بشكل موضوعي أو ساخر.

ويُشار إلى أن الجزائر شهدت حملة مماثلة عام 2015، حين اتجه البعض إلى "فيس بوك"، لدعوة النساء إلى "الاحتشام" وتجنب "اللباس الفاضح".

لماذا هذه الحملة؟
محاربة "التبرج" و"العري الشديدين والميوعة المتزايدة"، هذه بعض الأسباب التي دفعت القائمون على حملة "كن رجلا" لتبنيها. المناصرون للفكرة يرونها ضرورية في فصل الصيف، إذ ترتدي النساء "البيكيني" في البحر، وهو ما يرونه "غير مقبول" كونهم ينتمون إلى دولة إسلامية.

في السياق ذاته، يعتبر البعض المشاركة في الحملة نهيا عن "المنكر"، ويقولون بإنهم ملزمين دينيا "الأمر بالمعروف". فضلا عن هذا، يعزي المؤيدون للحملة رأيهم إلى أن "العري" سلوكا "دخيلا" على مجتمعهم المغربي، وأنهم الأقرب لـ"نصح" بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم بارتداء لباس "محتشم".

الحملة المضادة!
على الجانب الآخر قوبلت الحملة بحملة مضادة وفي نفس السياق أستغل البعض هذا الجدل لتسليط الضوء على بعض "السلوكيات المرفوضة" التي يقوم بها الرجل المغربي أيضا. وأنشأ مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي وسما مضادا# كوني_امرأة_حرة، يدعون من خلاله المرأة إلى العيش بكل حرية وعدم الاكتراث لهذا النوع من "الأفكار الرجعية".

الرافضون للحملة، قالوا إنها تختصر المرأة في "الجسد واللباس"، كما اعتبروها امتدادا "لوصاية الذكور على الإناث"، حسب تدويناتهم. علاوة على ذلك، ندد رواد آخرون بهذه الحملة لما فيها من "عنصرية" كبيرة ضد المرأة، ودعوا إلى احترام خصوصية المرأة والرجل على حد سواء.

وكانت حركة "مالي" المغربية، المعروفة بدفاعها عن الحريات الفردية من بين المنخرطين في الحملة المضادة، وكتبت في تدوينة لها على صفحتها الرسمية على "فيس بوك": "المرأة حرة في ارتداء البيكيني أو المايوه، وحرة في الذهاب إلى البحر أو لا، كما أنها حرة في قراراتها واختياراتها"، داعية إلى "محاربة السلطة الأبوية والظلامية".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية