رئيس التحرير
عصام كامل

عادت للمسلمين.. تاريخ الدم لـ« جزيرة بانجسامورو» (فيديو وصور)

فيتو

وافق برلمان الفلبين، اليوم الثلاثاء، على قانون الحكم الذاتي لمسلمي مورو، ويهدف القانون إلى إقامة منطقة بانجسامورو ذاتية الحكم، ویأتي تنفیذًا لاتفاقیة أبرمتها الحكومة قبل عامین مع جبهة تحریر مورو الإسلامیة أكبر جماعة متمردة في البلاد لإنهاء حالة الصراع بالجنوب.


وجزيرة مورو هي واحدة من الأماكن التي لا يعرفها الكثيرون، فقد كانت دولة مستقلة يحكمها المسلمون واحتلتها الفلبين.

انتشار الإسلام

بدأت معرفة هذه الأراضي بالإسلام على يد التجار العرب الذين اهتموا بالتجارة والدعوة، كما أنهم تأثروا بالثقافة الإسبانية وسميت معسكرات مورو بأسماء كبار قادة المسلمين حينها مثل “سيدنا أبو بكر” و”السلطان محمد الفاتح”.

كان قدوم الإسلام إلى جنوب شرقي آسيا عبر محور بحري على جزر إندونيسيا والملايو تقدم منه نحو الشمال الشرقي فوصل جزر الفلبين في أعقاب القرن السادس الهجري، وكانت السواحل التي تقع على الطريق التجارية صاحبة أكبر نسبة المسلمين أكثر من التي لا تمر منها السفن.

تنصير المسلمين

تآمرت الفلبين مع الولايات المتحدة الأمريكية لضم بلاد مورو إلى جمهورية الفلبين، في الفترة التي كان المسلمون يعانون من ويلات الحروب الطويلة التي خاضوها مع الإسبان ثم الأمريكان، وقد تم ضم بلادهم إلى الفلبين في عام 1946م حين منحت أمريكا الفلبين استقلالها بعد أن كانت مستعمرة لها.

بدأت الحكومة الفلبينية حملة لتنصير المسلمين على الجزيرة منذ سبعينيات القرن العشرين حتى انها لم يتبق بها سوى 10 مليون مسلم فقط من اصل 23 مليون نسمة، واستولت المنظمات والميليشيات المسيحية التي تدعمها الحكومة على أراضي ومنازل المسلمين، الذين اضطروا بعدها لترك منازلهم وأراضيهم.

جبهة التحرير

بعد فترة من الاحتلال نشأت جبهة منظمة للمقاومة في “مورو” سمىت جبهة تحرير مورو الإسلامية، والتي لا يقتصر دورها على محاربة الحكومة الفلبينية بل تتولى تعليم الدين الإسلامي.

أعلنت الحركة رسميا عام 1978 انفصالها عن الجبهة الوطنية الوطنية وتولى قيادتها سلامات هاشم، وأعلنت أن هدفها من الانفصال عن الجبهة الوطنية هو رغبتها في الحفاظ على أهدافها التي أعلنتها سابقا والخاصة باستقلال كامل أرض المسلمين في الجنوب وإعلان دولة إسلامية بحكم إسلامي.

ضمت الحركة آلاف المقاتلين ودعمها بالإضافة إليهم 300 ألف مقاتل من غير المنتظمين مما جعلها أكبر الحركات الإسلامية المسلحة وقد طورت نظمها وحققت نجاحات كلفت جيش الاحتلال الفلبيني 4.32 مليار بيزو فلبيني حتى عام 2000، وكانت لها القدرة على خوض معارك منظمة في مقام الحروب وليس فقط في خوض حروب العصابات.

اتفاق سلام

في مارس 2014، وقّعت جبهة تحرير مورو الإسلامية والحكومة الفلبينية اتفاق سلام شامل يهدف لإعادة تنظيم شئون مسلمي جنوب الفلبين في حكومة برلمانية وزارية منتخبة بحلول 2016 ولكن في إطار السيادة الفلبينية.

وارتبطت عملية السلام بمرحلة انتقالية تمتد لسنتين ستقرر مصير الاتفاقية برمتها، وذلك بعد قرابة 45 جولة تفاوضية امتدت سبعة عشر عامًا، وبعد عقود من الصراع الدامي الذي راح ضحيته نحو 150 ألف شخص بالإضافة لتكاليف اجتماعية واقتصادية باهظة تكبدها شعب مورو.

قانون الاستقلال


ویمثل قانون الاستقلال -الحكم الذاتى- أحدث محاولة من جانب الحكومة الفلبینیة للتفاوض على وقف ما یقارب من نصف قرن مما سمي بـ"الانتفاضة الإسلامیة" في جنوب البلاد التي خلفت أكثر من 120 ألف قتیل وشردت نحو ملیوني شخص آخرین.

وتقاتل جبهة تحریر مورو الاسلامیة منذ عام 1978 من أجل دولة مستقلة في جزیرة مندناو.
الجريدة الرسمية