بعد أزمة اعتزال أوزيل.. أبرز المعلومات عن الجاليات التركية بألمانيا
مع إعلان لاعب فريق المنتخب الألماني ذو الأصول التركية، مسعود أوزيل، اعتزال اللعب دوليا، نتيجة لطريقة تعامل الاتحاد الألماني لكرة القدم معه جعلته يريد التوقف عن ارتداء قميص منتخب ألمانيا.
ووجه أوزيل رسالة إلى الاتحاد الألماني، قائلا: «هناك من أراد تحميله مسئولية إخفاق ألمانيا في نهائيات كأس العالم في روسيا، ليس ذلك فحسب بل قبل سابق انقلبت ألمانيا عليه بعدما أخذت له صورة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مناسبة في لندن».
ومع تصريحات أوزيل تحول اعتزاله إلى قضية سياسية واجتماعية تجاوزت البعد الرياضي، مما دفع الاتحاد الألماني لنفي اتهامه بالعنصرية، بينما اعتبرت تركيا أنه جريمة في حق الألمان من أصول تركية.
وتبرز "فيتو" أهم المعلومات عن الجاليات التركية في ألمانيا.
حاضنة الأتراك:
تشكل ألمانيا أكبر دولة أوروبية حاضنة للمهاجرين الأتراك الذين شكّلوا رافدا رئيسيا في تشكيل القوة الاقتصادية الألمانية منذ أن هاجروا إلى ألمانيا في مطلع ستينيات القرن الماضي.
ويقدر الأتراك المقيمون في ألمانيا نحو مليون ونصف المليون تركي، بالإضافة إلى نحو مليون ونصف المليون تركي، حصلوا على الجنسية الألمانية.
جالية فقيرة:
وذكر تقرير دايتن 2016، الصادر بعنوان التقرير الاجتماعي للجمهورية الفيدرالية الألمانية، أن 36 % من الأتراك في ألمانيا يعيشون تحت خط الفقر مقارنة بـ25 بالمائة من المهاجرين من البلقان وأوروبا الجنوبية الغربية. كما يبين التقرير أن الأتراك لديهم تحصيل تعليمي أقل من المجموعات المهاجرة الأخرى الموجودة في ألمانيا.
منظمات تركية:
تشتمل ألمانيا على عدة منظمات تركية أهمها منظمة "ديتيب" وهي منظمة إسلامية بألمانيا تتهم بالتبعية لأنقرة، كما أن الأمين العام لها هو بكير البوغا، وتوجد في كولونيا، أسست عام 1984، بألمانيا من أجل المواطنين الأتراك ومزدوجي الجنسية بالدولة الألمانية.
كما ظهرت أزمة جديدة حول المطالب التركية بتسليم نحو 40 من الضباط الأتراك العاملين بـ«الناتو» في أوروبا الذين تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا لخوفهم من العودة إلى تركيا، بسبب اتهام السلطات لهم بالتورط في محاولة الاغتيال.
أزمة المساجد:
ومرت العلاقات الألمانية التركية بمساحات مد وجزر ولكن غلب عليها التسديد من الطرفين عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في منتصف يوليو 2016.
وذكرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ" في تقرير لها أن عدد طلبات اللجوء المقدمة من قبل مواطنين أتراك في ألمانيا في ارتفاع مستمر، حيث بلغ العدد في شهر أغسطس 2017 وحده 877 طلبا.
علاقات مع أردوغان:
شابت العلاقات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والحكومة الألمانية علاقات عصبية، حيث رفضت الحكومة التركية أي دعاية انتخابية لتعديلات الاستفتاء على الدستور أبريل 2017، ومن ثم أيضا الدعاية لأردوغان في الانتخابات التي جرت في 24 يونيو الماضي، مما اعتبرها أردوغان إهانة له.
ووجه أردوغان، تصريحات مسيئة لألمانيا عبر اتهام حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بـحكومة «نازية»، وهو ما وجه بغضب من قبل الساسة الألمان.
تصريحات أردوغان التي أثارت غضب برلين واعتبرتها ميركل «تدخلًا سافرًا» في الشأن الداخلي الألماني فتحت الباب أمام تصريحات حادة وغير مسبوقة بين مسئولي البلدين كان أشدها ما قاله وزير الخارجية الألماني سيجمار جابرييل بأن «تركيا لن تصبح عضوًا في الاتحاد الأوروبي ما دام يحكمها أردوغان»، وهو ما رد عليه نائب رئيس الوزراء التركي بكير بوزداج بالقول: «السياسيون الألمان لا يمتلكون أدواتا لشرح ما سيقومون به لشعبهم؛ لذلك يلجئون إلى الإساءة لتركيا وشعبها ورئيسها وحكومتها، معتقدين أنهم سيبنون مستقبل ألمانيا على هذه الإساءة».
تجسس أئمة المساجد:
الأمور زادت سوءا عبر اتهامات ألمانية لأئمة مساجد تديرها هيئة الأوقاف التركية، حيث أبدت الاستخبارات الألمانية شكوكا حول تجسس أئمة أتراك لصالح حكومة أردوغان، مما أدى إلى ترحيل عدد من الأئمة الأتراك عن ألمانيا، وفجرت موجة غضب جديدة من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية ضد برلين.