مكتسبات ثورة 23 يوليو الفنية.. مقتنيات الأسرة المالكة في متحفين
لا تتوقف مكاسب الثورات عند حد تغيير الأنظمة وتعديل القوانين، وانما تتعدى مكاسبها البعد السياسي للبعد الفني، الذي تتضح معالمه بشكل جلي في مكاسب ثورة 23 يوليو التي تتوافق ذكراها اليوم، حيث استطاعت ثورة 23 يوليو تحويل مقار وممتلكات الأسرة الحاكمة في مصر، إلى أيقونات فنية قيمة يستطيع الشعب الإطلاع عليها متى أراد.
متحف الجزيرة
متحف الجزيرة للفنون الكائن في أرض دار الأوبرا المصرية، والواقع تحت الترميم منذ عدة سنوات، يعتبر من أكبر وأهم متاحف الشرق الأوسط، ويعادل في الأهمية المتحف المصرى للآثار ومتحف اللوفر في باريس، أنشئ المبنى عام 1936 وصممه وأشرف على بنائه مصطفى بك فهمى، مدير الخاصة الملكية، وقد أنشئ في الأساس ليكون استراحة للملك فاروق، ثم تحول بعد ذلك ليصبح متحفا للفنون، وافتتح يوم 25 أغسطس عام 1957 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
ويضم المتحف مجموعة كبيرة ونادرة من التحف واللوحات الفنية والتماثيل التي يبلغ عددها 4 آلاف قطعة فنية، ويعود الكثير من هذه المجموعة النادرة إلى قصور أفراد الأسرة المالكة المصادرة بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، ومنها مقتنيات زجاجية أثرية ذات طابع إسلامى صناعة مصرية تعود للفترة بين القرنين الـ11 والـ18 الميلادى، وأيضا مجموعة من الزجاج الفاطمى من القرن الـ6 إلى القرن الـ9، وأيضا مجموعة من الزجاج الغربى، كما يضم المتحف مجموعة من الأعمال الخزفية تعود إلى القرن الـ13 الميلادى، وهى عبارة عن قدور وأباريق، كما يضم المتحف العديد من التحف المعدنية الإسلامية.
ويحتوى المتحف أيضا على مجموعة قديمة من النسيج القبطى والنسيج الإسلامى، ومجموعة نادرة من السجاد الأثرى من إيران وخراسان، إضافة إلى هذا فالمتحف يضم مجموعة التصوير لـديلاكرواه ودومينيك ورسو، وأيضا يحتوى المتحف على مجموعة نادرة من التماثيل والأدوات الموسيقية ولوحات الحفر ولوحات الخط العربى.
المتحف يضم كذلك العديد من مقتنيات الباشاوات بعد ثورة 23 يوليو عام 1952 منها مقتنيات لأسرة محمد على باشا وإبراهيم باشا ومقتنيات البرنس يوسف كمال، وأيضا بعض مقتنيات قصر عابدين، ويضم القطع الخزفية الإسلامية التي بسببها تمكن متحف الخزف الإسلامى من إقامة عرض متحفى يضم 150 قطعة خزفية مأخوذة من متحف الجزيرة، كما يضم المتحف الخزف المشكاة الأندر في العالم والمكتوب عليه «الصلاة تنهى عن الفحشاء»، فقيمة المقتنيات الفنية تتعدى مليارات الدولارات، ذلك لأن المتحف يضم خزفا يونانيا ورومانيا من القرن الثانى الميلادى، وأيضا لوحات من عصر النهضة، ولوحة للمسيح من القرن الرابع الميلادى.
متحف قيادة الثورة
"11886 قطعة" هو عدد المقتنيات في متحف قيادة الثورة، والتي ترجع معظمها إلى الأسرة الحاكمة إضافة إلى بشاوات مابعد الثورة، ويقع المبنى على ضفاف النيل في منطقة الجزيرة بالجزة، وهو الشاهد على تشكيل أول تنظيم عسكري مصرى يهدف إلى استقلال البلاد عن التبعية الأجنبية، وأنشئ المبنى تحت رعاية الملك فاروق كمبنى سكنى عام 1949، على الطراز المعمارى اليونانى القديم، بميزانية لا تقل عن 118 ألف جنيه، وكان من المقرر الانتهاء من إنشائه خلال عامين فقط.ي
ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق على شكل مربع يضم 40 غرفة، وكان المبني في البداية مرسي للسفن واليخوت الملكية، وكان من المفترض أن يسلم للملك في يوليو 1952، غير أنه لم يطأه بقدمه لقيام الثورة، ليتحول بعدها إلى متحف زعماء الثورة.
عام 1996 صدر قرار، بنقل تبعية مقر مجلس قيادة الثورة ليكون متحفًا لزعماء ثورة 23 يوليو، وفى نفس العام أصدر فاروق حسنى، وزير الثقافة السابق، قرارا بضم المبنى إلى المركز القومى للفنون التشكيلية ليتولى إعداده كمتحف لزعماء الثورة.
تلى ذلك تشكيل لجان متخصصة لجمع وتسلم جميع المقتنيات التي تخص زعماء الثورة والموجودة برئاسة الجمهورية، حتى بلغ عدد مقتنيات المتحف 11886 قطعة، من أهمها الميكروفون الذي أذاع منه الرئيس السادات بيان الثورة، وأول علم رفع على أرض سيناء بعد العبور عام 1973م، والعديد من صور الرئيس جمال عبدالناصر مع زعماء العالم، وصور للرئيس أنور السادات.
ومجموعة من التماثيل النصفية للرئيسين عبدالناصر والسادات، ومجموعة من الهدايا المقدمة للرئيس السادات في مناسبات مختلفة، ومجموعة من طوابع البريد التذكارية الصادرة في المدة من 1952 إلى 1960 بمناسبة أعياد الثورة، والعديد من الوثائق الخاصة بأحداث الثورة وزعمائها.