«مصر – قبرص» خط «الدولارات».. اتفاق على إنشاء خط مشترك لنقل الغاز إلى أوروبا.. والقاهرة تفرض ٤.٥ دولارات لمرور كل مليون وحدة حرارية.. تقارير رسمية: تصدير نحو ٧٠٠ مليون قدم مكعب غاز
تزامنًا مع التزام مصر بتسديد جزء كبير من مستحقات الشركاء الأجانب خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت القيادة السياسية المصرية، تدفع بكل ما تملك من قوة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمى للطاقة، وشريكا محوريا في تصدير الغاز، وبالفعل نجحت الحكومة في تخفيض حجم مديونية الشركاء الأجانب من 6.3 مليارات دولار، لتصل إلى 1.2 مليار دولار، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في زيادة الاستثمارات الأجنبية الخاصة بالتنقيب عن الغاز.
الإنتاج اليومي
ووفقا لتقرير رسمى للشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» فإنه خلال الأربع السنوات الماضية، وحتى العام الحالى ارتفع الإنتاج اليومى للغاز من ٤.٤ إلى ٦ مليارات قدم مكعب، وبنهاية العام الجاري، سيقفز الإنتاج من ٦ إلى ٧ مليارات قدم مكعب، لا سيما بعد اكتشاف حقل ظهر باحتياطيات٣٠ تريليون قدم مكعب غاز في أغسطس ٢٠١٥، الذي أضاف نحو ٧٥٠ مليون قدم مكعب يوميا، لشبكة الإنتاج في أوائل العام الحالي.
الفائض
وأكد تقرير «إيجاس» أنه بداية من العام المقبل ستتحول مصر إلى مركز إقليمى للطاقة ومصدر للغاز، لأنه سيتم تحقيق الاكتفاء الذاتى ووقف استيراد الغاز، وبلغة الأرقام فإنه سيكون هناك فائض يومى في إنتاج الغاز بكميات تتراوح من ٥٠٠ إلى ٧٥٠ مليون قدم مكعب سيتم تصديره إلى الخارج، لا سيما وأن استهلاكنا المتوقع من الغاز في نهاية العام الحالى سيصل إلى ٦.٥ مليارات قدم مكعب في المقابل سيكون هناك زيادة في الإنتاج اليومى بنحو ٧ مليارات قدم مكعب.
الحديث عن تصدير الغاز إلى الخارج، سيعمل على جذب انتباه الجميع بأن الدولة عادت قوتها من جديد، بأن تصبح ممرا في نقل وتداول الغاز إلى أوروبا، وهو ما دفع البعض للتساؤل عن العوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر من تصدير الغاز إلى الخارج وأيضا في تحويلها إلى مركز إقليمى للطاقة.
البترول
الإجابة على السؤال، حملها تقرير رسمى صادر عن وزارة البترول، اطلعت «فيتو» على نسخة منه، حيث أشار إلى أنه في الفترة الأخيرة حدثت قفزة في الإنتاج اليومى للغاز، بنسبة تراوحت من ٣٠ إلى ٤٥٪، وأكد التقرير أن منع استيراد الغاز من الخارج خلال نهاية العام الحالى سيوفر نحو ٢٤٠ مليون دولار شهريا بمعدل ٨ ملايين دولار يوميا، ما يعنى أن الوفرة السنوية ستصل قيمتها لنحو ملياري و٨٨٠ مليون دولار، ما يسهم في تخفيض فاتورة استيراد الوقود من ٨٨٥ مليون دولار إلى ٦٤٥ مليون دولار تقريبا.
في السياق.. من المتوقع أن تتكشف خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا مع بداية العام المقبل، مفاجآت عدة، وتحديدًا فيما يتعلق بالتعاون القبرصى المصرى في تصدير الغاز، حسبما أشارت مصادر رفيعة المستوى داخل وزارة البترول.
محور إقليمي
المصادر ذاتها، أشارت إلى أن الفترة الماضية شهدت اجتماعا بين قبرص ومصر، بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول المصرى ونظيره القبرصي، وتم عقده في سرية تامة، اتفق الجانبان على بدء تنفيذ خط ناقل للغاز مشترك بين الدولتين من العام المقبل يبدأ من جنوب قبرص وحتى محطات الإسالة في إدكو ودمياط على طول ٦٤٥ كيلومترا، وهو أمر سيسهم في جعل مصر محورا إقليميا في إسالة الغاز عبر محطاتها، مقابل رسوم ستحصل عليها من قبرص تقدر قيمتها نحو ٤.٥ دولارات لكل مليون وحدة حرارية.
التنفيذ
وأكدت المصادر أن قبرص ستنقل بعد تنفيذ الخط المشترك مع الجانب المصرى الغاز من حقولها المكتشفة في مياهها الاقتصادية وأبرزها «أفروديت» والذي يبلغ احتياطياته ٤.٥ تريليونات قدم مكعب وذلك إلى محطتى إدكو ودمياط لإسالته وتصديره إلى أوروبا، موضحة أن تكلفة إنشاء الخط القبرصى المصرى تتجاوز حاجز المليار دولار، ومن المقرر البدء في تنفيذه مطلع العام المقبل، على أن يتم الانتهاء منه قبل نهاية العام ذاته.
وأشارت المصادر إلى أن مصر تخطط لإتاحة الفرصة أمام إسرائيل في العام المقبل، في استخدام الخطوط لنقل الغاز عبر المحطات المصرية، ومنها إلى أوروبا مقابل رسوم تفرض بقيمة ٤.٥ دولارات على كل مليون وحدة حرارية.
"نقلا عن العدد الورقي..."