بدء موسم سماسرة التحويلات بين المدارس.. 3 آلاف جنيه للطالب الواحد وتصل إلى 5 في «التجريبيات» واللغات.. وأولياء الأمور يلجئون إليهم للهرب من الروتين واختصار رحلة تستمر أسابيع
تواجه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني مع بدء موسم التحويلات بين المدارس؛ أزمة ضخمة في كل عام، لضبط عملية تحويل الطلاب من مدرسة إلى أخرى داخل نطاق الإدارة التعليمية، أو بين مدارس الإدارات المختلفة، أو حتى من محافظة إلى أخرى.
وتكون التحويلات بين المدارس ضمن أعمال اللامركزية، أي أنها شأن محلي يكون عن طريق المدارس في حالة التحويل من مدرسة إلى أخرى داخل نطاق الإدارة التعليمية أو عن طريق الإدارات في حالة وجود تحويل من إدارة إلى أخرى، وتكون بين المديريات التعليمية في حال التحويل من مديرية إلى أخرى، وبالتالي فإنه لا توجد علاقة مباشرة للوزارة في عملية تحويل الطلاب، ومع ذلك فإنه في هذا التوقيت من كل عام تكثر شكاوى الواردة للوزارة من أولياء الأمور من تعنت المدارس أو الإدارات التعليمية من قبول تحويلاتهم.
وينشط "سماسرة التحويلات" خلال موسم الانتقالات في الإدارات التعليمية، وتتراوح قيمة ما يدفعه ولي الأمر الراغب في التحويل إلى السمسار بين 1000 إلى 3 آلاف جنيه، وقد تصل القيمة إلى 5 آلاف أو يزيد في حال التحويل إلى مدرسة تجريبية أو خاصة لغات من المدارس التي يكون عليها إقبال كبير من الطلاب.
وعادة ما يكون لسماسرة التحويلات علاقة مباشرة بمسئولين في شئون الطلاب، وفي أقسام المراحل التعليمية المختلفة، لتيسير عملية التحويل، وفي حالة لجوء ولي الأمر إلى اتباع الخطوات القانونية والإجراءات الطبيعية للتحويل من مدرسة إلى أخرى، فإنه يواجه العديد من العوائق الروتينية التي يجدها أمامه من الموظفين، وفي الغالب إما يلجأ إلى سماسرة التحويلات أو يتحمل الروتين الذي يستغرق شهرًا كاملًا في السعي بين المدارس والإدارات لإنهاء إجراءات تحويل ابنه، أو يتجه لمحاولة اختصار المدة عن طريق الواسطة والمحسوبية.
وتبدأ رحلة المعاناة في ملف التحويلات عند البحث عن مكان شاغر في المدرسة المراد التحويل إليها، وقانونًا فإن ولي الأمر يطلب من المدرسة المُسَجَّل فيها أبناؤه استمارة تحويل، وهي عبارة عن 4 ورقات يملأ فيها البيانات وفقًا لسجلات المدرسة، ويوقعها ويختمها من المدرسة الموجود فيها، ثم يوقعها ويختمها من المدرسة المحول إليها، ثم يعتمد هذه التوقيعات ويختمها في الإدارة التعليمية التابع لها المدرستين في حالة التحويل داخل إدارة تعليمية واحدة، وفي حالة التحويل من إدارة إلى أخرى عليه أن يوقع ويختم تلك الأوراق من الإداراتين، ثم يستخرج بيان نجاح عن الصف الأخير للطالب، وفي حالة إذا كان الطالب في الصفوف الابتدائية فإن بيان النجاح يستخرجه من المدرسة التابع لها ويختمه من كنترول الابتدائية التابع له بالإدارة ثم يوثقه من الإدارة التعليمية، وفي حالة إن كان الطالب محولا في المرحلة الإعدادية فإنه يحصل على بيان النجاح من الإدارة التعليمية التابع لها، وكذلك في المرحلة الثانوية، وفي حالة التحويل من محافظة إلى أخرى فعلى الطالب أن يحصل على ما يفيد اجتيازه للصفوف الدراسية التي مر بها بالترتيب.
ولا يمكن أن يحصل الطالب على بيان النجاح إلا بعد إضافة طوابع تحويل من مكتب البريد بقيمة 28 جنيهًا تقريبًا، وبعد كل هذه الإجراءات يعود ولي الأمر إلى المدرسة الأصلية ويسلم لها ورقتين من الأربعة بعد إنهاء جميع التوقيعات والإجراءات، والحصول على ملف ابنه، ويوقع على إيصال استلام ملف الطالب، ثم يصطحب الملف ومعه أوراق التحويل وبيان النجاح إلى المدرسة المحول إليها، وبذلك تكون قد اكتملت العملية.
وقد تستغرق تلك المراحل في الحالات العادية شهرًا كاملًا لأن كل مرحلة تعاني من الروتين وتسلط بعض الموظفين والعاملين بالمدارس والإدارات التعليمية، وتختصر تلك المدة إلى يوم أو يومين في حالة اللجوء إلى سماسرة التحويلات الذين تحولوا إلى آفة جديدة من آفات التعليم.