توقفوا عن استفزاز المواطن!
الحديث عن ارتفاع الأسعار لم يعد مقصورا على المواطنين ومحدودى الدخل فقط؛ بل أصبح حاضرا كل يوم على لسان الوزراء أيضا، ولكن هذه المرة ليست من باب الشكوى من جنون الأسعار والعياذ بالله مثل باقى المواطنين؛ بل من باب تهديد المواطن وتخويفه واستفزازه وقتله كمدا من ارتفاع جديد للأسعار، فالحديث عن ارتفاع أسعار الكهرباء حاضر دائما على لسان وزير الكهرباء والطاقة، فعلى ما يبدوا أنه أدمن عقد المؤتمرات الصحفية لتبرير ارتفاع الأسعار، فمع كل تصريح جديد له لا بد أن يختمه أن هناك ارتفاعا قادما في أسعار لا محالة، وهو في غاية السعادة، كأنه يستفز المواطن البسيط ويخرج له لسانه.
وزير البترول هو الآخر يحب الحديث عن ارتفاع أسعار الوقود، ويجد نفسه سعيدا مع اقتراب كل زيادة جديدة في أسعار الطاقة فمن بين تصريحاته الأخيرة أنه لم يتحدد بعد موعد الزيادة الجديدة في أسعار الوقود، ولا أحد يعرف قيمتها وأنها قادمة هي الأخرى لا محالة.
وزير التموين والتجارة الداخلية بطلته السعيدة لا يتوقف مع كل تصريح جديد له أن الحكومة تضع المواطن البسيط تحت عينيها، وأن الأيام القادمة ستشهد تحسن في السيطرة على ارتفاع الأسعار، وكأن كل مهمته "خروج، تصريحات فقط وليس رقابة الأسواق والضرب بيد من حديد على كل من يتاجر بالفقراء ويستحل أموالهم القليلة في المأكل والمشرب والملبس.
هناك شائعات كثيرة لم يتم نفيها، منها أن الزيادة الجديدة في أسعار الكهرباء والوقود ستكون قبل نهاية العام الجاري، والحكومة التزمت الصمت ولم ترد على هذه الشائعات بالنفى أو التأكيد؛ بل تركت الشائعات تكبر كل يوم عن اليوم السابق وهذا من شأنه أن يشعل الأسعار أكثر مما هي مشتعلة، وكل يوم هناك سعر جديد في أسعار جميع السلع.
غالبية المصريين و- أنا واحد منهم - لم يعد لديهم طاقة لتحمل الأسواق المشتعلة والحكومة مشغولة بتحصيل أموال جديدة من المواطنين بالطرق الممكنة وغير الممكنة حتى أصبحت جيوب المواطنين خاوية وعندما تجهر بالشكوى يكون ردهم أنه تم زيادة موازنة مشروع تكافل وكرامة للفقراء فهل هدف الحكومة أن يكون جميع المصريين ضمن مشروع تكافل وكرامة؟
جميع الوزراء يتحدثون عن مشروعات بالمليارت دون جدوى، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى على سبيل المثال منذ مجيئها قبل ثلاث سنوات وهى لم تتوقف عن ترديد أن هناك مليارات الدولات العابرة للقارات، وهى تبتسم للكاميرات ووسائل الإعلام، وهى المهمة التي تجيدها جيدا، حيث إنها تضع الترويج لما تقوم به على رأس أولوياتها، حيث يذخر مكتبها بعشرات الموظفين الذي يتابعون أخبارها وصورتها الرسمية في الصحف والمواقع ووسائل الإعلام، وإذا حدث لا قدر الله وتم نشر صورة ليست على هوى السيدة الوزيرة تقف الوزارة على قدم واحدة حتى يتم تحقيق المراد ورفع الصورة التي أغضبت الوزيرة ونشر الصورة المطلوبة!