رئيس التحرير
عصام كامل

«الإمام الوارث» فتنة تحرق الطرق الصوفية.. بحيري: محمد علاء أبو العزائم «إمام العصر».. الشبراوي: «ميراث النبوة» ليس محصورا في شخص.. الشحات الجندي: صراع على المناصب

محمد الشحات ومحمد
محمد الشحات ومحمد علاء أبو العزائم والشبراوي

اعتاد المتصوفة على إطلاق ألقاب على أئمة طرقهم مثل قطب الغوث دون أن يكون لهذه الألقاب أصل من كتاب ولا من صحيح السنة النبوية، في محاولة لإضفاء القداسة على شيوخهم، على الرغم من الإسلام جاء في الأصل للمساواة بين الناس.


ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى تصارع شيوخ الصوفية على هذه الألقاب فكل يريد الانتصار لشيخه وطريقته، مخالفين بذلك قول الله تعالى «وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ»، وضاربين عرض الحائط بأحاديثهم حول ضرورة زهد المتصوف في الدنيا.

وفي الآونة الأخيرة أثار الحديث عن فكرة "الإمام الوارث" داخل الطريقة العزمية حالة من الجدل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمريدي الطريقة، بعد أن زعم الدكتور أحمد بحيري، العضو بالطريقة العزمية سابقا، أن الشيخ محمد علاء الدين أبو العزائم هو إمام هذا العصر بعد طلب جده محمد ماضي أبو العزائم، الإمامة له من الرسول صلى الله عليه وسلم.

وهو ما نفاه على الفور الشيخ أحمد علاء الدين أبو العزائم، مشيرا إلى عزل أحمد بحيري من الطريقة بعد تلك الآراء الشاذة التي لا تمثل الطريقة.

إمام العصر
فمن جانبه زعم الدكتور أحمد بحيري، عضو الطريقة العزمية السابق، أن الإمامة بدأت من الصحابي علي بن أبي طالب وختمت بالإمام محمد ماضي أبو العزائم، الذي ورد فيه حديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فيه: "لو لم يبق من عمر الدنيا إلا يوما واحدا لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا إماما من أهل بيتي اسمه محمد واسم أبيه عبد الله كاسم أبي واسم أمه آمنة كاسم أمي، وأمه من نسل الحسن وأبوه من نسل الحسين يملأ الأرض عدلا ونورا بعد أن ملئت جورا وظلما".

وأكد بحيري في تصريح لـ"فيتو" أن إمام هذا العصر هو الشيخ محمد علاء الدين أبو العزائم، لأنه ورث عن جده الشيخ محمد ماضي أبو العزايم الإمامة، بعد أن طلبها من الرسول صلى الله عليه وسلم، فأعطاها له، مشيرا إلى أن ذلك العطاء يتم لهؤلاء الناس بشكل لا نستطيع أن نحكم عليه، فمن الممكن أن تكون هناك مواجهة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول نور الله وقبضة أنوار الذات الإلهية فالهيكل قد دفن إنما الرسول موجود في الورثة.

وأوضح "بحيري" أن ظهور الإسلام سيكون على يد السيد أحمد ابن السيد علاء أبو العزائم لأنه أخذ الوراثة الكبرى الأحمدية من جدة، بينما ظهور الإمام المهدي سيكون على يد تلاميذ من تلاميذه وسيكون المهدي من مصر.

نفى أبو العزائم
ومن جانبه نفى أحمد علاء الدين أبو العزائم، نائب عام الطريقة العزمية ما قاله الدكتور أحمد بحيري، مؤكدا عزل الأخير من الطريقة العزمية بسبب آرائه التي لا تمثل إلا نفسه فقط.

وقال نائب الطريقة العزمية، إن الكلام الذي قاله "بحيري" غير صحيح أن يكون الشيخ محمد علاء أبو العزائم هو إمام العصر، إنما الإمامة كانت للجد الأكبر "أبو العزائم".

وأشار إلى أن هناك علامات من الرسول صلى الله عليه وسلم بظهور إمام الخاتمة أو إمام آخر الزمان وهو غير الإمام المهدي فالطريقة العزمية تعتبر الإمام "أبو العزائم" الجد هو إمام هذا العصر لتوفر فيه عدة شروط أهمها؛ تفسيره للقرآن الكريم وأخذ نوط الامتياز من الدرجة الأولى لهذا العصر من الأزهر الشريف، وحينما سألوا "الشعراوي" قال أنا تلميذ من تلاميذ الشيخ أبو العزائم.

تقوى الله والاجتهاد
وفي السياق ذاته أكد الشيخ عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، أن الحديث عن الإمام الوارث ليس مرتبطا بشخص ما بعينه، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «أنا جد كل تقي»، مشيرا إلى وجود الكثير من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم خاصة أشراف محافظة قنا، فهذا فضل يؤتيه الله من يشاء من عباده بشرط تقوى الله والاجتهاد في طاعته وطاعة رسوله عليه السلام.

وأضاف «الشبراوي» في تصريح لـ«فيتو»: أن إرث الإمامة ليس لشخص واحد، فأولياء الله كثر في أرضه، وجاءت فترة من الزمان وقال البعض إن «محيي الدين ابن عربي» هو آخر ميراث النبوة للمعرفة الواسعة في جميع العلوم الشرعية والدينية.

وتابع: ظهر بعده الكثير من الأئمة مثل أحمد البدوي، وإبراهيم الدسوقي، والشيخ الشبراوي وغيرهم الكثير؛ فالإمام الوارث يشترط فيه إلمامه بالعلوم الشرعية من فقه وحديث وشريعة وعلوم الحقيقة التي يفيض بها الله عز وجل لمن اختاره واصطفاه وقربه في الولاية.

صراع مناصب
وقال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه ليس من المصلحة العامة فرض شخصية معينة كإمام وارث ونزعم نسبه للرسول – صلى الله عليه وسلم-، مشيرًا إلى أن المسألة لا ينبغي أن تثار بهذا الشكل، وأن الأمر تحول من مسألة روحية فيما يتعلق بمسألة الإمامة إلى صراع على منصب ونوع من فرض الشخصية على التيارات الأخرى.

وأضاف «الجندي» لـ«فيتو» أنه يفضل تشكيل جهة محايدة عن المتصارعين على اللقب لحسم الأمر وطرح جميع الأسماء ومعرفة مدى أحقية نسبها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم من عدمه- على أن تضع هذه اللجنة مجموعة من المعايير التي يتم على أساسها حسم مسألة الإمامة، مؤكدًا أن فكرة «الإمام الوارث» لا تتفق مع الفكر والتعاليم الإسلامية، وأن الإسلام يرفض فكرة الوراثة في اختيار مقام الشخص.

مبادئ الإسلام
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن مبادئ الإسلام تقوم على اختيار الأشخاص بناءً على الكفاءة، وأن يكون له رصيد وافر في خدمة الدين، بجانب إسهاماته الدينية الكبيرة، وأن هذه الأمور لا تتوافق مع فكرة فرض شخص بعينه واعتباره هو الإمام الوارث، موضحًا أن الأمر يحتاج إلى مراجعة وفحص الأمر في كل من يدعي الإمامة.

وتابع: أن من المفترض علينا كمسلمين أن ننأى بأنفسنا عن الدخول في حرب كلامية من أجل الحصول على مناصب شرفية، مشددًا على ضرورة عدم التسليم بالكلام المرسل من قبل بعض الأشخاص إنما ينبغي أن تكون جهة أو لجنة مخصصة لدارسة مثل هذه الأمور.
الجريدة الرسمية