رئيس التحرير
عصام كامل

«البالونات الحارقة» سلاح الضعفاء في مواجهة احتلال غاشم

فيتو

يواجه الإسرائيليون منذ بداية فصل الربيع إستراتيجية جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة. ومنذ ذلك الوقت انطلق عدد لا يحصى من البالونات الحارقة والطائرات الورقية المليئة بمواد حارقة من أراض فلسطينية نحو السماء، حيث تحملها الرياح عبر الحدود، وتهبط في وقت ما في موسم الجفاف وتسبب حرائق في الأراضي المجاورة.

ويُسجل ما بين عشرة وعشرين حريقًا في اليوم الواحد، حيث بلغ مجموع الحرائق أكثر من ألف كما تعرضت نحو 2600 هكتار من الأراضي للضرر حتى الآن وفقا للبيانات الإسرائيلية. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الأسلحة الحارقة لها تأثير نفسي حاد: إذ تشهد المنطقة الحدودية مع قطاع غزة انخفاضًا حادًا في السياحة.

وبحسب صحيفة "القدس"، الصادرة في القدس الشرقية، فإن أقصر الطرق لإنهاء الأزمة هو منح الفلسطينيين حقوقهم: "الحق في العودة وتقرير المصير، بالإضافة إلى إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس".

وفي إسرائيل يناقش ساسة ومسئولون عسكريون بشكل مكثف كيفية الرد على هجمات البالونات والطائرات الورقية الحارقة. وعلى الرغم من أنه من الممكن اعتراضها عن طريق الطائرات بدون طيار، لكن تتم مناقشة خيارات أخرى أيضًا.

وقال وزير النقل والمخابرات إسرائيل كاتس "إنهم (الفلسطينيون)، سيدفعون ثمنا حين يطلقون الصواريخ".

من جانبه، يرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، أنه من غير اللائق استهداف الأطفال والمراهقين. لأنه غالبا ما يطلق هؤلاء البالونات والطائرات الورقية الحارقة. وأوضح آيزنكوت أنه لا يريد السماح بشن هجمات ضدهم.

كتبت صحيفة "القدس" الفلسطينية أن هجمات الجيش على الذين يطلقون البالونات والطائرات الورقية الحارقة تذكّرهم بسياسة "كسر العظام" خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، حيث يُعتقد أن وزير الدفاع آنذاك إسحاق رابين أمر بـ"كسر عظام" المتمردين. وربما كان المقصود مجازًا، لكنه فُهم حرفيا من قبل بعض أفراد الجيش الإسرائيلي ونُفذ وفقًا لذلك.

ولا يرغب العسكريون والساسة الإسرائيليون في اتباع نهج مماثل من جديد. وحتى داخل إسرائيل فإن العمليات المكثفة للجيش تثير الجدل. إضافة إلى هذا لا يريد الجيش فرض حرب على الذين يعيشون قرب قطاع غزة، إذ أنهم يعرفون ما يمكن توقعه في مثل هذه الحالة: قصف شديد من قطاع غزة، عمليات إجلاء، ضحايا بينالمدنيين والجنود.

حركة حماس أيضًا تخشى الدخول في تصعيد جديد معضد إسرائيل، إذ أنها تثير جدل من قبل عدد كبير من الفلسطينيين في قطاع غزة.وقد تكون الهجمات باستخدام البالونات والطائرات الورقية الحارقة أتت في وقت مناسب، لأنها ترمز إلى قوة –محدودة-، كما افترض موقع Al-Monitor " المونيتور" الإلكتروني.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية