رئيس التحرير
عصام كامل

إخوان لبنان تلعب بالنار.. الجماعة تتاجر بملف اللاجئين السوريين للضغط على الحكومة.. تفتح الباب للمخيمات العشوائية بما يجعلها بيئة حاضنة للعنف.. وتخوفات من عودة شبح الحرب الأهلية بسبب «النازحين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحاول الجماعة الإسلامية- ذراع الإخوان السياسي في لبنان- اللعب بملف اللاجئين السوريين، سواء لكسب شعبية زائفة، أو لتخليص حساباتها مع الحكومة، والآن مع الرئيس اللبناني ميشال عون نفسه؛ مثل الإخوان عندما تعادي، تأخذ الجميع في طريقها، ولا تبالي بالنتائج، وهو ما يضعها تحت المقصلة دائما، والسؤال الذي يفرض نفسه: عن منّ تعبر الجماعة في تعاملها بهذه الطريقة العنيفة مع ملف اللاجئين؟ 


الحكومة والمواطن اللبناني «يد واحدة»
تتاجر الإخوان بالقضية، بمعزل عن الشارع اللبناني، الذي نظم مئات التظاهرات بداية من العام الماضي، للمطالبة بمغادرة اللاجئين السوريين؛ صحيح أن الأزمة غريبة على الأعراف العربية، ولكنها حقيقة لا تقبل الجدل، فالأزمة المستعصية على الحل في سوريا، تشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على اللبنانيين بالفعل، وهو ما فجر الخلافات بين الساسة اللبنانيين، بسبب التباين في الرؤى حول من يتولى أمر السوريين، الأمم المتحدة أم الحكومة اللبنانية.

طوال الفترات الماضية، وقفت الحكومة اللبنانية عاجزة عن اتخاذ أي موقف، الأعراف العربية من ناحية، وضغط الإخوان من ناحية أخرى، والاقتصاد المتداعي من جراء مليون ونصف إنسان، يشكلون أزمة كبرى لبلد يعاني بالأساس من فقر الموارد، وبات واضحا أن الخلافات المستمرة في القضية منذ اشتعالها في 2011، يجعلها عرضة للمزايدة السياسية من تيارات عديدة، وعلى رأسها "الإسلام السياسي".

نجح الإخوان وأتباعهم في لبنان، في جعل قضية اللاجئين وكأنها موقعة عسكرية، استغلوا جيدا تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، لصهر الرئيس اللبناني ووزير الخارجية جبران باسيل، وصف فيها السوريين في بلاده بـ«قوى الاحتلال»؛ لينقض عليه الإسلاميون، وبدلا من إدانة الرأي والتصرف من وزير الخارجية، أشعلوا حربا، إما مع موقفهم، أو ضدهم وضد السوريين على طول الخط.

قنبلة "المخيمات العشوائية"
أخطر الانعكاسات السلبية التي يراها اللبنانيون من جراء تزايد التواجد السوري- عدم المنظم- على أراضيهم، بعيدا عن مزايدة الإسلاميين، تتلخص في المخيمات العشوائية التي تتزايد يوما بعد الأخر، وتفتقد للحد الأدنى من الشروط الإنسانية، ومع تزايد الأعداد، تضطر الحكومة إلى تقليص المساعدات، بما يفجر كارثة أكبر، وهي وضع الفقير اللبناني في منافسه مع للفقير السوري، وأيهما أحق بالمساعدة، وهي بيئة برأي سياسيين وحقوقيين، جاذبة للعنف، بما يهدد مستقبل لبنان بأكمله.

هناك من يرى أن استغلال الإسلاميين للملف بهذا الشكل، يهدد بكارثة، خصوصا أن الإخوان تستقبل الموالين لها من إخوان سوريا، وتسكنهم في مناطق قريبة منها بشمال لبنان، بما قد يعيد نفس سيناريو الحرب الأهلية، الذي اشتغل من قبل؛ بسبب ملف اللاجئين الفلسطينيين، وكان الإسلاميون أيضا أهم وقود له، وعانت لبنان بسبب هذه المزايدات لمدة استمرت 15 عامًا، استنزفت فيها على جميع المستويات، ودفعت الغالي والرخيص.
الجريدة الرسمية