ملعوب اقتصادي جديد ضدنا!
كتب الزميل "مصباح قطب" في جريدة "المصري اليوم" يحذر من ملعوب لأصحاب الأموال الساخنة يرى أنهم يديرونه لنا ويتمثل في انسحاب جزئي من سوق الاستثمارات في أوراق الدين الحكومية من أذون وسندات للخزانة يقدره البعض بنسبة ٢٥ في المائة من جملتها..
فهذا من شأنه أن يضغط مجددا على سعر صرف الجنيه المصري، ويضعف من موارد النقد الأجنبي لدينا، ويهدد بإعادة السوق السوداء للنقد الأجنبي، لنجد أنفسنا مضطرين لجولة إصلاح اقتصادي جديدة ستكون أكثر من مرارة.. ويقدم الزميل "مصباح" تفسيرا لذلك الانسحاب الجزئي للأموال الساخنة من مصر، بأنه نوع من الضغط على مصر للإبقاء على معدل الفائدة مرتفعا، ليظل أصحاب هذه الأموال يحققون أرباحًا كبيرة وضخمة.
وهذا تفسير معقول غير أنني أرى أنه لا يكفي لسبر غور ما يحدث معنا، خاصة أن الانسحاب لا يقتصر على سوق الاستثمارات في أوراق الدين الحكومية فقط، وإنما امتد إلى الاستثمار في البورصة المصرية، بالإضافة إلى التلكؤ الظاهر للاستثمارات الأجنبية المباشرة أيضا، وتحديدًا الاستثمارات الأمريكية والغربية.. ربما كان أصحاب الأموال الساخنة يضغطون ويناورون لمضاعفة مكاسبهم وأرباحهم..
غير أن الأمر أكبر في اعتقادي من ذلك فقط ويستهدف تعطيل انطلاقنا اقتصاديًّا، وحرمان اقتصادنا من ازدهار نتطلع، ونسعى إليه وتحملنا الكثير من أجل تحقيقه حتى الآن.
إنهم إذا كانوا لا يستهدفون إغراق سفينة اقتصادنا، حتى لا يلحق بهم هم أنفسهم ضررا، فهم لا يبغون أن تمضى هذه السفينة عبر البحر بقوة.. هم يريدونها طافية فقط، لنظل نحن تحت رحمتهم ولا نقوى بدرجة تجعلنا نستأصل على الضغوط والتدخل في أمورنا الداخلية.
ولا يقل لنا أحد أن ذلك استغراق في نظرية المؤامرة، أو يستهين أحد من أن ثمة تآمرا علينا وعلى كل شعوب الدول النامية من قبل من يتحكمون في اقتصاد العالم.. اقرأوا تاريخنا جيدا وتذكروا ما حدث معنا، واقرأوا أيضا كتاب اعترافات قرصان اقتصادي.. الاغتيال الاقتصادي للأمم، ومؤلفه أمريكي.. المهم الآن أن نكون جاهزين للتعامل مع ذلك.