رئيس التحرير
عصام كامل

52 عامًا على نقض أمريكا لوعودها مع مصر بشأن بناء السد العالي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في عام 1956، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس، سحب الولايات المتحدة عرضها للمساعدات المالية لمصر لبناء سد أسوان العالي على نهر النيل إلى جانب بريطانيا.


وكان دالاس تعهّد بتقديم ما يقرب من 70 مليون دولار مساعدات لهذا المشروع الضخم، الذي كان يهدف إلى احتواء دورة سنوية من الفيضانات، غالبًا ما تتخللها موجات الجفاف التي تدفقت دون عوائق في وادي نهر الصرف الشرقي في أفريقيا.

جاء ذلك بعد شهر من عرض الاتحاد السوفيتي للمصريين قرضًا بقيمة 1.1 مليار دولار بفائدة 2%، لتمويل بناء المشروع المخطط منذ فترة طويلة.

وانسحب البريطانيون بالفعل من الصفقة، بعد أن وقع الزعيم المصري جمال عبد الناصر، الذي حاول الموازنة بين الجانبين في الحرب الباردة.

وكان حلفاء الولايات المتحدة مثل "ستالوارت" والعراق غير سعداء بأن مصر المحايدة كانت تهتم بها بطرق لم تكن كذلك، وهو سبب آخر لخروج واشنطن من الصفقة.

علاوة على ذلك، اعتقد دالاس أن الكرملين كان يخادع ولن يفي بوعده بمساعدة المصريين، كما كان مندهشًا من أن عبد الناصر قد اعترف بالصين الشيوعية، وتخلى عن تايوان، وهو عمل يتعارض مع سياسة الاحتواء التي يتبعها دالاس.

بعد أسبوع من إعلان دولس، قام ناصر بتأميم قناة السويس، ووعد بتعويض شركة قناة السويس بشكل جيد، وشاركت في امتلاكها فرنسا وبريطانيا، كما أكد عبد الناصر أن العائدات الناتجة عن القناة ستساعد في تمويل بناء السد.

وفي أكتوبر 1956 هاجمت القوات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية مصر، مؤكدة أنها كانت تحمي الممر المائي الحيوي، وبالرغم من أن الحلفاء نجحوا في تحقيق أهدافهم العسكرية المباشرة، إلا أن الرئيس داويت حجب الدعم الأمريكي للغزو في الوقت الذي حذر فيه السوفييت بالامتناع عن التدخل عسكريًا.
الجريدة الرسمية