أمريكا تغرق فى الرمال المتحركة السورية
لقد غرقت أمريكا في الرمال المتحركة السورية بعد الهجوم الأخير التي شنته إسرائيل على المواقع السورية وأظهرت تكتيكات الصراع علي الشاشة أمام العالم.
تدخلت إسرائيل بعد التأكيد من أن الجيش السوري الحر يأس ولا يمكن أن يحقق الانتصار والفوز بالمعركة، وظهور جبهة آل النصرة التى أثبتت أنها تدافع أكثر واستولت على مناطق النفط السوري، وانتشار الجهادين المخضرمين وتحول سوريا إلى أرض للمتطرفين فى وقت تسعى فيه الولايات المتحدة بتسليح المعارضة، فإنه مجرد وقت نحو الانزلاق الذي بدأ منذ عامين ودخل في عامه الثالث. ما يجعلني أخشى من حالة الجمود وترك الساحة لجبهة آل نصرة القوة المعارضة الأساسية أن تسيطر على الصراع السوري وخاصة أن أمراء الحرب السعودية وقطر لا يستطيعون تمويل المعارضة بالأسلحة وظهور موردين جدد.
وما لاشك فيه أن الهجوم الإسرائيلي مهد الطريق للمناقشات العامة للتدخل الوشيك وخاصة إن إسرائيل تبرر هجومها بسبب حزب الله الذي يمتلك الكثير من الصواريخ وبإمكانه الرد ولكن يعلمون جيداً أنه لا يشكل أي تهديد على الإطلاق على إسرائيل ما لم تخطط إسرائيل مهاجمة لبنان. جميع المخططين العسكريين يعرفون ذلك، مثلما يعرفون جيداً أن إيران لا تشكل تهديدا ولكن لابد من دفعها لإيجاد أمريكا مبررا لدخولها في المنطقة.
وبالتالي فإن الغرب الديمقراطي، الذي يطلق على نفسه العالم الحر، لقد تلطخت سمعته باعتمادها على الضربات الاستباقية كما يفعل اللوبي الإسرائيلي، واستخدام إعلام كاذب كا يعلم الجميع لخلق وهم وحجة للضرب، وعلى الجمهور قبول العمل العدواني العسكري بابتسامة، لأن إذا استخدم التفوق العسكري الغربي التقليدي المخادع قد يعزز العمل الإرهابي لعقود من الأجيال المقبلة ضدهم.
وفي حالة انضمام أول حلف الشمال الأطلسي في هجوم جوي ضد سوريا سيقوم أروس بتخفيض خطوط أنابيب الغاز الذي من شأنه يؤثر على أزمة الاتحاد الأوروبي بتوجيه ضربة اقتصادية لتلك الدول، فيجب علينا أن ننتظر ونرى الخطوات التي سوف تتخذ وخاصة أن الوقت ينفذ وعلى النخب وضع حد لعدم الغوص في الرمال المتحركة.
نقلاً عن برس تي في