أسباب خفية تدفع دولة الاحتلال لتحسين أوضاع غزة

رغم المكايدة السياسية من جانب دولة الاحتلال تجاه حركة حماس ودعوات شن الحرب على قطاع غزة إلا أن دولة الاحتلال تسعى لأسباب خفية تخصها وحدها لتحسين الأوضاع في قطاع غزة، ولذلك تجعل واشنطن تقوم بدور المصلح والوسيط من أجل تحقيق ذلك.

4 قطاعات
وبدأت واشنطن في وضع ملامح خطة يستغرق تنفيذها 6 أشهر إلى عام من أجل إنعاش 4 قطاعات في غزة التي تعاني الحصار الإسرائيلي وتدهورت فيها الأوضاع بشكل غير مسبوق، وعلمت «الحياة» اللندنية، أن الخطة التي صاغها منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لإنقاذ قطاع غزة، أصبحت جاهزة للتنفيذ فورًا، وتركز على 4 قطاعات، وتعمل من أجل منع وقوع حرب، لكنها لا تمثل بديلًا من «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا).

منع الحرب
والهدف الرئيسي لرغبة دولة الاحتلال في تحسين الأوضاع في غزة ودفع واشنطن للقيام بذلك هو منع الحرب، لأن دولة الاحتلال في غنى عن حرب جديدة تأكل الأخضر واليابس وتتسبب في مزيد من الهلع لمستوطني الجنوب على حدود غزة ومزيد من حالات الهستريا والمرض النفسي لجنود الاحتلال والتي لا تزال تبعاتها مستمرة لدى الجنود منذ حرب غزة الأخيرة في عام 2014م.

صفقة القرن
هناك سبب آخر وراء رضا الاحتلال عن تخفيف الألام عن قطاع غزة وهو تمرير صفقة القرن، حتى أن الرئاسة الفلسطينية ترى أن صفقة القرن تحولت لصفقة غزة. أكد تقرير إسرائيلي أن مصادر دبلوماسية عربية مطلعة على جهود البيت الأبيض في إعداد "صفقة القرن"، كشفت أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعكف على إيجاد حل لقطاع غزة معتبرا إياه أول مرحلة من خطة السلام التي يعدها.

وذكرت قناة "i24 نيوز" الإسرائيلية أن نية ترامب تنفيذ خطة السلام الإقليمية بحيث يكون قطاع غزة جزءًا محوريًا منها، تأتي بسبب إصرار أبو مازن على عدم التعاون مع إدارته.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب كبار، بمن فيهم كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، إنه في ضوء رفض عباس الاجتماع مع مبعوثي ترامب إلى المنطقة ومناقشة تفاصيل خطة السلام مع الإدارة في واشنطن، على الرغم من الضغوط التي تمارسها الدول العربية المعتدلة على الفلسطينيين للتراجع عن المقاطعة التي فرضها رئيس السلطة على جهود الوساطة الأمريكية، اتخذ الرئيس ترامب ورجاله قرارهم بعرض خطة سلام الإقليمية على الجمهور الفلسطيني والدول العربية من خلال تجاوز رئيس السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية الذين يتمسكون بمقاطعة الجهود الأمريكية لتحريك عملية السلام.

شق الصف
هدف آخر وراء ذلك هو شق الصف الفلسطيني لأن دولة الاحتلال تعلم جيدًا رفض السلطة الفلسطينية للصفقة في حين تحاول الضغط على حماس لقبولها من أجل التخفيف عن القطاع وهو ما يخلق خلال آخر يضاف إلى الخلافات الأخرى بين الفصائل والتي تعرقل مسيرة المصالحة.

الخوف من المقاومة
ومن بين الأسباب أيضًا هو خوف الكيان الصهيوني من المقاومة الفلسطينية لأنه من المعلوم أن عناصر المقاومة تعتمد على الإنفاق في نضالها ضد الاحتلال ورغم كل ما تبذله إسرائيل من جهود لتدمير البنى التحتية للأنفاق إلى أنها تعترف بأنها لم تنجح في القضاء عليها، لذا فهى تخشى سيناريوهات خطف المقاومة للجنود الصهاينة حال اندلاع حرب جديدة في حين أنها لم تنجح في استعادة جنودها المفقودين منذ الحرب السابقة.