رئيس التحرير
عصام كامل

«السمطا» تخلع إحرام الحج.. وتتحول إلى وكر لتجارة المخدرات والسلاح بقنا

فيتو

تعد قرية السمطا من أشهر قرى مركز دشنا، شمال محافظة قنا، ففي سنة 1245 هجرية قسمت السمطا إلى ناحيتين؛ هما: "السمطا بحري والسمطا قبلي"، وفي سنة 1260 هجرية، تم ضمهما إلى بعضهما باسم السمطا، وجرى فصلهما مرة أخرى في عام 1903 ميلادية، ثم صدر قرار بضمهما ثانيًا إلى بعضهما من الوجهتين الإدارية والمالية، باسم السمطا، وهذا هو اسمها في جداول وزارة المالية حتى اليوم، وفي سنة 1918، صدر قرار بقسمة السمطا من الوجهة الإدارية فقط إلى ناحيتين، وهما: "السمطا بحري وقبلي" وأما من الوجهة المالية فلا تزالان ناحية واحدة باسم السمطا، ويوجد بهما آثار وكنوز من الذهب.


أسباب تسميتها
قال محمود علي محمد "أحد أبنائها"، إن اسم السمطا جاء من السماط، وهو سفرة كبيرة للطعام؛ لأن أهل السمطا كانوا يقدمون السماط على طريق الحجيج ذهابًا وإيابا، ضيافة لهم، ومن هنا سميت "السمطا"، وخصص أهلها مكانًا لمبيت الحجيج، وكانت ساحة المبيت سميت "الدبيات".

وأضاف سيد طه محمد "مدرس"، أن السمطا حافظت على عادات وتقاليد أجدادهم، ويمتد نسبها إلى بني قحطان، وهم من أصول العرب، ويوجد بالسمطا 14 نجعا؛ وهي مترامية الأطراف، كما يوجد بها عدد من عائلات الجعافرة، كآل خاطر، وهم يقطنون بالسمطا قبلي، ويمتد نسبهم إلى السيد عيسى بن السيد خلف بن السيد بحر بن السيد حمد الشريف، من أبناء الإمام محمد أبو جعافر، من ذرية الإمام الحسين- رضي الله عنه.

وأشار محمد علي "أستاذ تاريخ"، أن البعض يقول أن ملامح السمطا في الصعيد تشبه ملامح المهرة في اليمن وعمان، ويرى الشبه الشديد بل وحدة الملامح بين أبناء القبيلة الواحدة، فالسمطا لأنهم سكنوا في منطقة واحدة لم تختلط دماؤهم كثيرا بغيرهم، وحافظوا على ملامحهم المهرية الأصيلة، وباقي أهل دشنا كلهم يعرفون أن السمطا لهم ملامح تميزهم عن غيرهم، ويوجد بها 6 عائلات معروفين.

السلاح والجبل
القرية قريبة من الجبال، وهو ما جعل البعض من تجار السلاح والمخدرات يختبئ في تلك المغارات والكهوف الموجودة فيها، ورسخ في أذهان الكثيرين، أنها أصبحت مسقطا لتجار المخدرات والسلاح، ومنذ اندلاع ثورة يناير نالت السمطا انتشارا واسعا في هذه التجارة، ووجدت رواجًا لا مثيل له بالإضافة إلى الخطف.

يقول محمود علي صالح "أحد أبناء مركز دشنا"، أن القرية بها العديد من أنواع المخدرات والسلاح، ومنها المضاد للطيران، وفي الآونة الأخيرة ذاعت شهرتها بعد وصول عدد من المسجلين خطر للإيواء بها، منوهًا إلى أن الحملات الأمنية التي يتم توجيهها قللت كثيرا من حدة هذا الانتشار، مطالبًا الدولة بضرورة الاهتمام بتلك القرية الفقيرة، وزيادة المدارس بها من مختلف المراحل الدراسية، قائلًا: "العلم سلاح ينير الظلام".

من جانبه قال اللواء علاء العياط، مدير أمن قنا، أن الوزارة توجه الكثير من الحملات الأمنية إلى البؤر الإجرامية وتسعى إلى تجفيف منابع السلاح والمخدرات في قرى ومراكز المحافظة.
الجريدة الرسمية