رئيس التحرير
عصام كامل

عندما تصبح الثورة ضد الفقراء؟؟؟


حقيقة لم أعد أفهم كيف تقوم ثورة ضد الفساد والظلم والقهر ثم يعقبها فقر وبطالة وجنون فى الأسعار، أى منطق هذا الذى يقرر فيه أول رئيس منتخب بعد الثورة وحكومته زيادة أسعار فواتير الكهرباء والمياه والغاز على شعب يأن من البطالة والفقر وجنون الأسعار، ألا يدركون أن الوقت غير مناسب وأن مبارك بكل قوته لم يستطع فعل ذلك، أى ثورة هذه التى تزيد الفقير فقرا والغنى غنا، هل وقعنا فى الفخ، بعد أن مات الشباب وترملت الأمهات وانهار الاقتصاد، حقيقة لم أعد أفهم كيف يفكر الرئيس لاسيما بعد الإعلان عن الموازنة الجديدة للدولة التى لاتختلف كثيرا عن أى موازنة سابقة ذهب أغلبها لصالح الأغنياء على حساب الفقراء.


ألا يدرك الرئيس أنه جاء بعد ثورة قامت ضد الظلم والفساد والفقر، ألا تعرف الحكومة أن الثورات يعقبها موازنات مختلفة تراعى البعد الاجتماعى، تنصر الفقير على الغنى، فى كل دول العالم يظل المواطن أولى بالدعم من رجل الأعمال الذى يربح مليارات الجنيهات سنويا، لكن فى مصر بعد الثورة مازال الغنى هو الأهم الأولى بالدعم، أدرك تماما أن الحديث عادة عن الأرقام والاقتصاد دائما مايكون غير مقبول لدى البعض بسبب الغموض أو اللغة  الجافة التى لايفهمها الكثيرون، لكن ماتضمنته تلك الموازنة من ظلم مجحف للفقراء لحساب مجتمع رجال الأعمال يؤكد أن اللذين وضعوها لايدركون أن هناك ثورة قامت، فهناك مليارات مازالت تذهب للمصانع والمصدرين فى صورة دعم نقدى أو طاقة وهو نفس ما كان يحدث أيام النظام السابق حيث يحصل أقل من 200 رجل أعمال على أكثر من 4 مليارات دولار دعم لصادراتهم، ناهيك عن استمرار مخصصات السفه الحكومى وفوارق الأجور، وهو ما يؤكد لنا أن ثورة 25 يناير لم تكن ثورة الفقراء كما يقول البعض ولكنها كانت ضدهم، والدليل على ذلك خروج تلك الموازنة بهذا الشكل المخزى الذى جعل الكثيرين يترحم على أيام ما قبل الثورة حيث كانت الأحوال أفضل والأسعار أقل. 

أتمنى أن تخذلنا الحكومة هذه المرة وتقرر مراجعة تلك الموازنة المجحفة حتى يؤمن الفقير مرة أخرى بالثورة، افعلها أيها الرئيس وطبق الحد الأدنى والأقصى وقرر إلغاء الدعم التصديرى فورا والسفة الحكومى، افتح الأسواق وطبق آليات الاقتصاد الحر، ودع المنافسة هى الحكم، وقتها سوف تتحقق العدالة، وتنخفض الأسعار، وتنتصر الثورة!!.

Makled10@yahoo.com






الجريدة الرسمية