معيط الوزير.. ومعيط الإنسان!
قبل أيام خرج الدكتور محمد معيط وزير المالية بتصريح مفرح للجميع، يزف فيه أن المواطن أخيرا بعد سنوات من المعاناة من ارتفاع الأسعار، وتحمله ما لا يطيق تحت الكثير من الدعاوى منها الإصلاح الاقتصادى، هذا المواطن بدأ يشعر بمردود الإصلاح الاقتصادى الذي تنتهجه الحكومة منذ سنوات، وبات أكثر سعادة عن الماضى، ويشعر بالرضا والفرح والسرور، وقبل أن يذهب للنوم يدعو للحكومة بطول العمر وكثرة الاستثمارات..
وقبل أن ينهى الوزير كلامه في ذات الوقت والمكان والزمان، عاد إلى رشده من جديد، وانتقل من قائمة الوزراء إلى قائمة المواطنين، واعترف أن المواطن يواجه الكثير من الصعوبات في الحياة اليومية، منها ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر، وغياب بعض الخدمات، وأن الإصلاح قادم في الطريق- ولكن على مايبدو أن أزمة المرور تمنعه من الوصول إلى المواطن بسرعة .
كلام الوزير وعكسه في الوقت نفسه لا يمثل سلوك وزير المالية فقط، بل يمثل ثقافة الحكومة في التعامل مع المواطن، فجميع أعضاء الحكومة يتحدثون عن ضرورة الإصلاح الاقتصادى، وأنه على المواطن أن يتحمل المصاعب من أجل النهضة المنتظرة، وأن الخير قادم لا محالة، وأنه على المواطن أن ينتظر هذا الخير ليغرف منه..
بعد تصريح الدكتور محمد معيط بيوم واحد خرجت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط لتؤكد أن الإصلاح الاقتصادى يسير على الطريق بكل خير وسلامة، وعندما سألت عن ارتفاع الأسعار كان ردها دون تردد أن المواطن الذي يذهب إلى السوبر ماركت ويجد الأسعار مرتفعة لا يشترى السلعة التي يريدها ويعود إلى بيته من جديد ويقول لزوجته: إن الأسعار مرتفعة.
بهذه البساطة تتعامل الحكومة مع ارتفاع الأسعار، فلسفة جديدة ورؤية اقتصادية لم تعرفها الأسواق من قبل، هي تريد أن تقول إن المواطن سبب ارتفاع الأسعار، بسبب إقباله عليها، وأن هذا يشجع التجار على رفع سعرها فهل يتوقف المواطن عن شراء الاحتياجات اليومية من مأكل ومشرب لمدة أيام أو شهر وأن سلوكه الوطنى، هذا سوف يعيد الأسعار إلى رشدها ولا تجد من يشتريها، ولكن السيدة الوزيرة لما تقل لنا ماذا يأكل المواطن خلال فترة المقاطعة وماذا يأكل أولاده وأسرته؟ الجواب عند الوزيرة.
