ترامب معنا حتى ٢٠٢٤!
بقدر غير قليل من الغرور أعلن ترامب أنه سوف يترشح في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة المقرر إجراؤها عام ٢٠٢٠، وذلك نظرا لأن الجميع يطالبونه بذلك، فضلا عن عدم وجود مرشح ديمقراطي قادر على هزيمته!.. وهكذا صار ترامب معنا بمشاكله وأزماته وصدماته حتى عام ٢٠٢٤.
لقد مر أقل من عامين على وجود ترامب في البيت الأبيض شهدنا خلالها قرارات ومواقف صادمة له ابتداءً من اغترافه الأموال العربية ببجاحة، ومرورا باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، حتى سعيه لتصفية القضية الفلسطينية.. وفي خلال هذه الفترة التي قضاها في البيت الأبيض لم ينفذ وعوده بدعم مصر في حربها ضد الإرهاب، بل إن وزير خارجيته طلب من الكونجرس تخفيض المساعدات العسكرية السنوية لمصر..
أما بالنسبة للعالم فإن ترامب أثار بتصرفاته ومواقفه وتصريحاته الاضطراب في علاقات أمريكا بحلفائها في أوروبا، وهدد العالم بحرب تجارية بدأت بوادرها مع الصين الآن، فضلا عن دفع العالم لسباق تسلح جديد في ظل تهديداته المتواصلة هنا وهناك..
وعلينا أن نتوقع أننا سوف نشهد المزيد من الصدمات العالمية مع استمرار ترامب في البيت الأبيض، التي سوف يكون لنا نصيب بالقطع فيها نحن العرب، خاصة أن ترامب ظهر أنه يتعامل مع بعض العرب على أنهم مجرد حافظة نقود متخمة يجب تخفيفها مما تحمله من أموال، ويتعامل مع البعض الآخر من العرب على أنهم عبء يجب التخلص من مشاكله بتصفية هذه المشكلات، وليس إيجاد حلول عاجلة لها!
لقد باغتنا ترامب في بداية فترته الرئاسية الأولى والحالية، والآن بعد أن خبرناه وعرفنا كيف يفكر وبتصرف يتعين أن نستعد له في فترة رئاسته الثانية، وذلك حفاظا على مصالحنا وأمننا القومي.