رئيس التحرير
عصام كامل

«المسكوت عنه في زيارات البابا للخارج».. ناقش توحيد «عيد الفصح» في اجتماع البطاركة بلبنان.. يفتح ملف «وحدة الكنائس» مع بابا الفاتيكان.. والمتحدث باسم الكنيسة يرفض التعليق

قداسة البابا تواضروس
قداسة البابا تواضروس الثاني

منذ خلافته البابا الراحل شنودة الثالث، في قيادة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، لم يتوقف قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، عن التأكيد على أهمية التقارب بين الكنائس، ليس هذا فحسب، لكن إلى جانب تأكيده هذا، يسعى البابا إلى جعله حقيقة وواقعا، لا سيما أنه يرى أن في الوحدة قوة؛ لذا تجده دائما يسلك هذا الاتجاه لعله ينتهي لوحدة محببة إلى قلب المسيح.


التقليديون
التقارب أو الوحدة التي يفضلها البابا تواضروس، لا تروق للتقليديين من أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذين يرون فيها تنازلا عن بعض تعاليم وتقاليد تسلموها من الآباء الأوائل، لذا يتخذون أي حديث عنها قاعدة للهجوم على رأس الكنيسة الأرثوذكسية، بدعوى دفاعهم عن الحق المستقيم.

من أحاديثه الكثيرة.. يكون من السهل استشعار رغبة البابا تواضروس الثانى الواضحة في الوحدة ولم الشمل، حيث أكد في مناسبات عديدة أن وحدة الكنائس تحتاج إلى صلوات الجميع، مشيرًا إلى أن الكنيسة ظلت واحدة دون أن تظهر الطوائف لمدة خمسة قرون.

الانقسام
وأوضح البابا، أن «المرض ضرب الكنيسة مما تسبب في انقسامها، وذلك لأسباب عديدة منها اللغة، وحب الذات، وهو المرض الأخطر الذي ضرب الكنيسة»، مشيرًا إلى أنه عندما حدث انقسام الكنيسة في القرن الخامس، بدأ المرض يضرب الكنيسة، ومشددًا على أن الأصل في الكنيسة هي «الوحدة»، وأن المحبة هي السبيل الوحيد لعودة الكنيسة إلى وحدتها في صورتها الجميلة.

البابا تواضروس الثاني، لم يتوقف حلمه الخاص بـ«وحدة الكنائس ولم الشمل» عند حد التصريحات فقط، لكنه سرعان ما ترجم التصريحات تلك إلى خطوات على أرض الواقع، من خلال السماح لوفد كاثوليكى إيطالي، إقامة قداس وصلاة داخل دير السريان العامر في وادى النطرون، التابع للكنيسة الأرثوذكسية، وهو ما عرض الكنيسة - وقتها- لحملة هجوم واسعة، لدرجة دفعت البعض لاعتبار الأمر بمثابة تنازل عن تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية.

صلاة الوفد الكاثوليكى في دير السريان، ليست الإشارة الأولى لنية الوحدة، حيث تبعتها زيارة البابا تواضروس إلى لبنان، بدعوة من بطريركية السريان الأرثوذكس لمدة 4 أيام متتالية.

زيارة لبنان
بدوره.. أكد المركز الإعلامي للكنيسة الأرثوذكسية أن الزيارة تأتى في إطار حرص البابا على زيارة الطوائف الأرثوذكسية في لبنان، إلا أن رئيس الطائفة القبطية الأرثوذكسية في لبنان وسوريا الأب رويس الأورشليمي، أوضح أن «بطريركية السريان الأرثوذكس وجهت دعوة للبابا تواضروس، للمشاركة في افتتاح المقر البطريركى الجديد للسريان الأرثوذكس في منطقة العطشانة، وللمشاركة أيضا في تقديس كنيسة ما سويريوس الكبير، ووضع ذخائره في الكنيسة».

وشارك البابا تواضروس في اجتماع البطاركة الأرثوذكس أي العائلة الأرثوذكسية، التي تضم «الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في أنطاكية والهند، القبطية الأرثوذكسية، الأرمنية الأرثوذكسية»، وهو لقاء سنوى تجتمع فيه العائلة الأرثوذكسية كل مرة باستضافة كنيسة إما في لبنان أو بسوريا.

لكن الأب الأورشليمي، كشف ما لم تقوله الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، حيث أشار إلى أن الاجتماع تناول موضوع «توحيد عيد الفصح» وهو من الموضوعات المهمة، التي تعتبر محط جدال بين أبناء الكنيسة.

الفاتيكان
الفاتيكان.. كانت هي الأخرى نقطة خلاف عانى من خلالها البابا كثيرًا، فرغم أن زيارة لبنان أثارت جدلا واسعا، إلا أن الزيارة الحالية التي يجريها البابا تواضروس للفاتيكان تعتبر الأكثر جدلًا، خاصة أنها بدعوة من البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، للمشاركة في يوم الصلاة المسكونى ببارى الإيطالية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الحديث عن الوحدة بين الطوائف ليس جديدا، إنما تصاعد الحديث عن لم الشمل مع زيارة بابا الفاتيكان لمصر العام الماضي، وقتها قال البابا تواضروس موجها حديثه لبابا الفاتيكان: لتاريخ زيارتكم اليوم دلالة روحية، فإن قدومكم في أيام الفصح المقدسة وحوارنا اليوم يستدعى إلى الأذهان قصة تلميذى عمواس، حيث يقول الكتاب “وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ، اقْتَرَبَ إِلَيْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِى مَعَهُمَا.” (لو15:24) إن حوار الكنائس الشرقية مع الكنيسة الكاثوليكية يحتفل هذه السنة بعامه الخامس عشر يسوده ويجمع كل أعضائه قناعة واحدة هي وصية الرب الإله عندما قال: “بِهذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضًا لِبَعْضٍ”. (يو35:13).

وأشار البابا تواضروس الثانى إلى أن وحدة الكنائس أهم وأوضح شهادة للمسيح أمام العالم، وتابع البابا تواضروس، وقال: من هنا أقول: إن الوحدة في عالم اليوم تجيء أهم وأوضح شهادة للمسيح يمكن أن نقدمها للعالم، ولذلك يا قداسة البابا فإننا نصبو إلى ذلك اليوم الذي نكسر فيه الخبز سويًا على المذبح المقدس وذلك اليوم الذي تدق فيه كل أجراس كنائس المسكونة سويًا احتفالًا بميلاد المخلص أو بقيامته.

المثير هنا أن حلم وحدة الكنائس اصطدم وقتها برفض تام لوحدة المعمودية، وانتهى الحديث عن الوحدة، مع إقلاع طائرة البابا فرنسيس من مطار القاهرة، والسؤال هنا هل يتجدد الحديث عن الوحدة عند لقاء بابا الكنيستين في بارى الإيطالية.

وفي رحلة بحثها عن إجابة السؤال، تواصلت «فيتو» مع القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الذي أعلن رفضه الإجابة على السؤال، والتزم الصمت.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية