رئيس التحرير
عصام كامل

تجارة المخدرات والتهريب يعكران أجواء قادس الإسبانية

فيتو

في محافظة قادس الإسبانية يعاني سكان المنطقة من تجارة المخدرات وتهريب التبغ وعصابات التهريب. وهو ما جعل منظمات مدنية تدق ناقوس الخطر بخصوص واقع "جنة" الاستجمام الإسبانية.

يتلقى فرانسيسكو مينا، الكثير من الطلبات من وسائل إعلام مختلفة لإجراء مقابلات، فصاحب 58 عاما يكافح مع منظمته التي تحمل اسم "من أجل أمنك وأمن الآخرين" منذ أكثر من 20 عاما ضد تجارة المخدرات في محافظة قادس، الواقعة في أقصى جنوب أوروبا. ثلاثة هواتف نقالة موجودة فوق الطاولة. "للتو كان لدى اتصال مع بي بي سي والاثنين سألتقي وزير الداخلية الإسباني"، يقول الناشط الأندلسي. وتسعى منظمة مينا إلى مساعدة المدمنين في التخلص من دوامة المخدرات. "هنا في المنطقة يعمل إسبان ومغاربة معا وكل شخص يريد ربح المال بسرعة".

وعلى سواحل المدينة الصغيرة المجاورة La linea تصل يوميا مئات الكيلوجرامات من الحشيش على متن زوارق سريعة من المغرب. وقد تصل هذه الكمية في بعض الأيام إلى أطنان. "إلى جانب تجارة المخدرات الدولية من أمريكا اللاتينية والحشيش من المغرب لدينا أيضا تهريب التبغ من جبل طارق"، يقول مينا. وحسب رأيه فإن المنطقة تحتاج إلى 400 شرطيا إضافيا لمواجهة الضغط المتزايد على أمنها.

في مارس من هذا العام تأزم الوضع في بلدة La linea عندما رشق بائعو حشيش فجأة رجال شرطة بالحجارة كانوا يريدون منعهم من شحن البضاعة على الشاطئ. وعندما تدخلت الشرطة ونقلت رئيس العصابة المغربي إلى المستشفى المحلي، أخرجه 30 من أعضاء العصابة ملثمين ومسلحين. "هذا يذكر بالظروف السائدة لدى عصابات المخدرات في كولومبيا"، يوضح مينا.

الشمس والمخدرات والفقر
في يونيو توفي شرطي أثناء مطاردة مهرب للتبغ في جبل طارق. فهناك تساوي علبة سجائر ثلاثة يورو في حين يبلغ سعرها في إسبانيا خمسة يورو. تم دهس الشرطي البالغ من العمر 46 عاما. ومنذ ذلك الحين ازداد الاهتمام الدولي بالمنطقة المنسية من قبل الحكومة في مدريد.

في الجزيرة الخضراء وLa linea يعاني 35 في المائة من السكان من البطالة. ويعيش نحو 3000شخص من تجارة المخدرات والتهريب في مدينة La linea التي يسكنها 64.000.

السكان المحليون ليس وحدهم من يعانون من البطالة بل إن الكثير من المهاجرين الأفارقة يبحثون عمل لكن بدون نتيجة.

"الكثيرون يتحولون إلى الذراع الطولى للمتاجرين بالمخدرات، لأنه ليس لديهم بديل آخر"، يقول مينا، الذي تم استدعاؤه في مايو لعرض المشكلات الأمنية المختلفة لمنطقته أمام البرلمان الإسباني داخل لجنة الأمن الداخلي.

الحاجة لدعم أكثر
جدية الوضع لمسها أيضا وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا عندما وصل في 9 يوليو إلى La linea حيث جرت في شاطئ المدينة مطاردة استُخدمت فيها أيضا مروحيات. "تجار المخدرات لا ينتظرون حتى يأتي الظلام"، يقول العمدة خوان فرانكو الذي يأمل في أن يفي وزير الداخلية الإسباني بوعده في إرسال 400 رجل شرطة إضافي إلى مدينة.La linea

وأثناء التجول داخل المدينة يثير الانتباه بقع أرضية مهجورة ومليئة بالأزبال وقريبة من الشاطئ، بعضها يصلح حاليا كمراعي. ويقول العمدة فرانكو بنبرة يائسة:"في مكان آخر كانت هذه البقع ستُستخدم للبناء وتساوي ملايين اليورو. لكن الشركات الخاصة لا تريد في هذه الظروف الاستثمار هنا".

الهجرة غير القانونية عبر مضيق جبل طارق يعتبرها فرانكو عاملا إضافيا في انعدام الأمن بالنسبة لمدينته ويوضح ذلك قائلا: "المغرب هو حاليا كقاعة انتظار لآلاف الأفارقة الذي يريدون العبور إلى أوروبا. لدينا هنا على الحدود الجنوبية للقارة الشعور بأننا نجلس على برميل بارود كبير ولا أحد يساعدنا".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية