نجيب ساويرس في حوار لـ«فرانس 24»: لا أستثمر في مصر بدافع الوطنية فقط.. لا بديل عن خصخصة التليفزيون ومصانع حلوان والمحلة.. الإعلام الخاص يعاني من أزمة اقتصادية.. ومتفائل بالأوضاع في القاهرة
ساويرس في حوار لـ فرانس24:
- لا أستثمر في مصر بدافع الوطنية فقط.. والبيروقراطية مشكلة
- غلاء الأسعار أمر واقع.. وأرى التوجه إلى الدعم النقدي للطبقات الفقيرة
- القطاع العام «مدير فاشل».. ولا بديل عن خصخصة التليفزيون ومصانع حلوان والمحلة الكبري
- متفائل بالأوضاع في مصر.. ولا أرى كارثة متوقعة للاقتصاد المصري
- الإعلام الخاص يعاني من أزمة اقتصادية.. وقررت «أريح دماغي»
- لا بديل عن إقامة الدولتين.. ونقل السفارة الأمريكية للقدس مرفوض
- الاكتشافات البترولية خير لم نكن نتوقعه.. ونستطيع تصدير الغاز بداية العام المقبل
أجرت قناة "فرانس 24" مقابلةً مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، عبر برنامج "حوار" الذي تقدمه الإعلامية عزيزة واصف، تحدث فيها عن تجربته في مجال الأعمال كمستثمر رائد.. قال خلالها: إن "البيروقراطية تؤخر الاستثمار في مصر".
الاستثمار والوطنية
وردًا على سؤال.. هل استثماره في مصر بدافع من الوطنية، أم أن هناك أسبابًا أخرى؟ قال "ساويرس" إن المستثمر دائمًا يبحث عن الربح، لكن الأولوية دائمًا له كمستثمر هي مصر لأنها بلده، وأن الوضع الآن لا يحتاج للوطنية أو غيرها.
وأضاف رجل الأعمال أن ما تغير في مصر عن السنوات السابقة هو التزام الدولة المصرية بـ "روشتة علاج موجعة"، والتي تخص صندوق النقد الدولي، مشيرًا إلى أن غالبية الدول تتضايق من الصندوق بسبب فرض أساليب علاجية قاسية، على الطبقات الفقيرة، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته قرروا أن يتخذوا هذه الخطوة التاريخية، وطبقوا كل هذه الإصلاحات رغم ما يصاحبها من تبعات نقص في الشعبية، وضيق الناس، والوضع أصبح الآن في طريقه إلى الحل.
تقليص الدعم والأسعار
وأكد "ساويرس" أنه بفضل تحرير سعر الصرف وصل الاحتياطي في البنك المركزي إلى أكثر من 40 مليار دولار، مشيرًا إلى أنه لم يعد هناك مشكلة في تحويل العملة، خاصة أن المستثمرين كانوا يتخوفون من تحويل أموالهم إلى مصر لعدم قدرتهم على تحويل الأرباح إلى الخارج.
وقال رجل الأعمال إن مسألة ارتفاع الأسعار في مصر أمر واقع، بسبب إجراءات تقليص الدعم، فليس هناك حلول أخرى، لكن المعالجة الأساسية هي أن يذهب جزء من هذا الدعم الذي كان يذهب لكل الطبقات الغنية، كدعم نقدي للطبقات الفقيرة التي تأثرت، والتي لا تمتلك متطلبات الحياة الضرورية.
وأوضح أن التحدي أمام الحكومة اليوم هو إيجاد برنامج لمعالجة هذا الخلل عند الطبقات الفقيرة بشكل سريع، وجاهز للتطبيق، مشيرا إلى أن مشكلة البطالة في مصر لن تحل إلا بالاستثمار، وهناك مشكلة في مصر وهي أن الاستثمارات تأتي ببطء وتنمو ببطء بسبب البيروقراطية التي تؤخر هذه الاستثمارات.
ملف الخصخصة
وأوضح "ساويرس" أن الإعلام -خصوصا الموجه من اليسار، والقوى الاشتراكية والناصرية-، نجح في الإقناع بأن مسألة الخصخصة، معيبة وبالتالي لا يوجد دافع للحكومة أن تمنح هذه الأصول المهمشة والفاشلة للقطاع الخاص كي يديرها، لاسيما وأن القطاع العام "مدير فاشل" مؤكدا أنه لا يزال هناك مشكلات موجودة في تأسيس الشركات وقانون الاستثمار، ومسألة تحويل العملة.
وتابع رجل الأعمال: كان لدينا في السابق مشكلة في الطاقة وبفضل التوسعات التي تمت حدثت انفراجة في هذا القطاع وأيضا حركة التشييد والطرق التي تمت بمعرفة الحكومة، وبتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي عملت نوعا من الرواج داخل مصر.
وقال ساويرس أن المشكلة الأساسية في مصر هي الغلاء والتي تستلزم بالضرورة علاجا فوريا، وسريعا، عن طريق توزيع جزء من الدعم نقديا على الفئات المهمشة.
وأضاف ساويرس أنه متفائل ولا يرى أن هناك كارثة متوقعة على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن هناك تحديًا أن ننظر إلى الدين العام بحذر، لأنه وصل إلى مرحلة عالية، لكن الاكتشافات البترولية التي تمت في الفترة الأخيرة كانت خيرًا لم نتوقعه، مشيرًا إلى أنه بنهاية هذا العام سنكتفي ذاتيًا من الغاز ونستطيع أن نصدر في بداية العام المقبل، فهذا الإيراد لم يكن في الحسبان، مؤكدا أن هناك ضرورة للتقليل من حجم الدين العام، سواء بالعملة الصعبة أو بالعملة المحلية، لأن خدمة هذا الدين تشكل عبئًا.
الدين العام
ويرى "ساويرس" أن الحل الأمثل لأزمة ارتفاع الدين العام هو استجلاب استثمارات جديدة، وأيضا مسألة الخصخصة؛ لأن كل الوحدات الاقتصادية التي لا تدر عائدًا وتخسر وتكلف البلاد المليارات مثل مصانع الحديد الموجودة في حلوان، ومصانع المحلة الكبري، والتليفزيون المصري وغيرها من الهيئات الحكومية التي تتكبد خسائر بالمليارات، لابد من التخلص منها وإعطائها للقطاع الخاص ليديرها لكي تدر عائدات إيرادات ضريبية وأرباحًا، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الأصول لدى الدولة تستطيع أن تبيعها وتقلل من عوائد البيع حجم الدين العام.
مستقبل الإعلام الخاص
وحول سؤال عن مستقبل الإعلام الخاص في مصر قال إن الإعلام حاليا يعاني من أزمة اقتصادية لاسيما وأن الإنفاق الإعلاني محدود بالمقارنة بالتكلفة، مشيرًا إلى أن معظم العاملين في هذا المجال يتعرضون لخسائر كبيرة إضافة إلى الضغوط السياسية.
وأشار إلى أن ملكية القطاع الخاص للمحطات يتسبب في ضغوط لاسيما وأن الحكومة في بعض الأوقات لا تستحسن ما يتداوله الإعلام والبعد عن هذه الأمور أفضل، قائلًا: « قررت أريح دماغي».
تجربة كوريا الشمالية
وعن تجربته الاستثمارية في كوريا الشمالية قال "ساويرس" إنه يستثمر هناك منذ 10 سنوات، في مجال الهواتف الخلوية، خاصة وأن هذه الخدمة لم تكن موجودة في كوريا الشمالية من ذي قبل، واستغرق النقاش معهم سنتين وتم عمل شبكة هواتف قيل له إنها ستفشل، ولم يحدث هذا ونجحت التجربة واليوم يوجد نحو 3.5 ملايين مشترك، وقمنا بثورة تكنولوجية هناك، والشعب يقدر ذلك لأنه استطاع التواصل مع العالم مشيرًا إلى أنه من الشخصيات المعروفة جدًا في كوريا الشمالية.
إيران وأمريكا
وعلق ساويرس على انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران قائلًا إن مشكلته الأساسية هو عدم احترام الاتفاقيات الموقعة، مشيرًا إلى أن أي دولة ترغب في الاتفاق مع أمريكا مستقبلا ستكون متخوفة من عدم احترام هذا الاتفاق، وقال ساويرس إذا كان الاتفاق به أخطاء فلابد من التفاوض بشأنه بالحسنى وليس إلغاؤه من جانب واحد.
وتابع: لا يخفى علينا أن إيران لها أطماع توسعية في المنطقة العربية، وتتدخل فيما لا يعنيها، في منطقة الشرق الأوسط، واليوم تحارب الوضع العربي كله في سوريا وفي اليمن، وهناك عداوة شاملة مع السعودية.
نقل السفارة الأمريكية
وقال ساويرس إن خلافه مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس وفلسطين، بسبب الإجراء الذي قام به بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واليوم أتى لنا بصفقة مهينة للشعب الفلسطيني لا نعلم تفاصيلها أو أبعادها.
وأضاف: بدون الرجوع إلى حدود 1967 وإقامة الدولتين الأولى فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، والثانية إسرائيل وعاصمتها القدس الغربية ويحدث اتفاق في سبيل السلام، فلن تسير الأمور كما يرغب "نتنياهو".