إستراتيجية عقاب طفلك دون إهانته.. أو التأثير على نفسيته
أخطاء الأطفال وسلوكياتهم السلبية لا تنته وأحيانا قد تفقد الأم أعصابها وتلجأ للعنف، وأحيانا أخرى قد تبحث عن العقاب المناسب، الذي لا يهينه، أو يؤثر على نفسيته بالسلب.
وتؤكد الخبيرة النفسية سهام حسن أن العقاب لا بد أن يتم من خلال إستراتيجية متكاملة، بخطوات محددة، وهو ما تستعرضه في السطور التالية.
قبل العقاب يأتي الشرح والتدريب
اجلسي مع ابنك واشرحي له خطأه. وضحي له لماذا هذا التصرف خاطىء وكذلك ما هو التصرف الجيد المطلوب منه.
فمثلا، تأكدي أنه يفهم أن فتح باب الثلاجة كل خمسة دقائق سيتسبب في إفساد الأطعمة لأن الأطعمة تحتاج للبرودة المستمرة وأن المطلوب منه هو عدم فتح باب الثلاجة إلا إذا كان سيأخذ منها شيئا، كرري الشرح.
الهدوء والحزم
كوني هادئة وتحدثي معه بحزم، وارسمي على وجهك علامات الحزن عندما تتحدثين عن الأطعمة التي ستفسد وارسمي علامات الرضا عندما توضحين له ما المطلوب منه تحديدا.
لا تصرخي في وجهه أو تتحدثين بصوت عال، فمثل هذا الأداء المزعج، سيتعود الطفل عليه ولن يهتم بمراعاته مع الوقت. وستزدادين أنت إحباطا وغضبا.
التأكد من غرض السلوك الخاطئ
تأكدي أولا من أنه لا يكرر التصرف السيئ من باب لفت النظر. فأحيانا يفعل الأطفال هذا عندما يكون محتاجا إلى لفت نظر الأباء إليه فيرتكب تصرفا يعلم تماما أنه خطأ ويزعج أبويه كي ينتبهون إليه.
في هذه الحالة، العلاج الأفضل هو التجاهل. نعم، لا بد أن تتجاهليه في هذه اللحظة بالذات.
العقاب كخطوة أخيرة
إلجأي للعقاب كخطوة أخيرة، يجب أن تنبهي ابنك أولا أنه سيعاقب بـ"كذا" إذا كرر ارتكاب "كذا". فمن الأفضل أن تحذريه وتوضحي له.
وإذا ارتكب الخطأ، لا بد أن يعاقب. وأن تنفذي كلمتك ليعرف أنك جادة، فستخسرين كثيرا إذا أخذ ابنك عنك فكرة أنك لا تنفذين ما تقولين.
لذلك، تأكدي من أن العقاب الذي ستقررينه، تستطيعين تنفيذه، فلا تقولي له "لن آخذك معي إلى تيته وجدو إذا لم تنته من أكل الغذاء" ثم تكتشفين أنك لا بد أن تذهبي ولا يمكن أن تتركيه بمفرده. فكري أولا في إمكانية تنفيذ العقاب ولا تستسهلي التهديد.
لا تضربي طفلك أبدا
ابتعدي كل البعد عن العقاب الجسماني، لا تضربيه على خده، أو بالشبشب أو بالعصا أو حتى تمسكيه من كتفيه وتهزيه وأنت تصرخي في وجهه، ولا أن تقرصي أذنيه أو تضربيه على رأسه.
تحكمي بأعصابك ولا تضربيه، فهذا ليس عقابا وإنما دليلا على قلة حيلتك وتسرعك، وسيضره كثيرا وليس منه فائدة.
إذا ضربتِ ابنك، فبحجمه الصغير لن يستطيع أن يدافع عن نفسه وسيتولد لديه إحساسًا بالعجز والإحباط والاستسلام.
هذه مشاعر سلبية لا بد أن تفعلي المستحيل لتبعديها عن نفسية طفلك حتى لا تصاحبه في الكبر.
الضرب يولد لدى طفلك إحساس بالغضب والاستياء والعدوانية.
سيستخدم الضرب هو بنفسه كوسيلة ويتعلم أن الضرب شيء مباح، وأنه يمكنه أن يضرب طفلا آخر لأن تصرفه لم يعجبه.
كذلك لن يستطيع أن يتحكم في أعصابه بالضبط كما رأى أعصابك تنفلت وتضربه.