احتراق الأوراق القديمة للإخوان.. خبراء: لعبة المظلومية انتهت وصراعات الجماعة الحالية تكشف زيف قوة التنظيم وأسباب بقائه.. قيادي منشق: آن الأوان لإنهاء أكذوبة 80 عاما من المحن التاريخية للتنظيم
80 عاما من الابتزاز باسم المظلومية، هكذا ضمنت جماعة الإخوان الإرهابية الاستمرار لفكرتها؛ حصنتها بالمحن وإثارة صراع كربلائي مع الأنظمة الحاكمة التي توالت على حكم مصر طوال كل هذه السنوات، وبعد أن وصلت لأهدافها واعتلاء حكم البلاد، لم تكن في حاجة لأكثر من عام واحد، لتدمير كل أهداف ثورة يناير، فعزُلت عن السلطة، ومعها ظهرت صراعاتها الداخلية للعلن، لتكشف دون مواربه عن الوجه الحقيقي للطمع والسيطرة وحب النفوذ.
توحيد الصفوف بالمظلومية
إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن التنظيم كان يوحد صفوفه سابقا، بسبب اعتماده على صناعة المظلومية الكاذبة، مؤكدا أنه الآوان لإنهاء أكذوبة المحن التاريخية التي يعيش عليها الإخوان، وتبتز بها الرأي العام، مردفا: لم يكن هناك وجود في أي وقت لـ«هلوكست إخواني»، بل لم يمر التنظيم بمحن ولم يتعرض لها منذ نشأته.
وأضاف: «يعيش في بحبوبحة من رغد العيش ونال كل الدعم السياسي والإعلامي والتمويلي ممن قام على تأسيسه ورعايته وهي أجهزة المخابرات الأنجلو أمريكية»، موضحا أن ما تعرض له تنظيم الإخوان في الماضي، هو عقوبة قانونية وأحكام قضائية جراء خروج التنظيم على القانون وارتكاب جناية القتل وغيرها، ورغم ذلك كان يعيش حياة خمس نجوم في السجون المصرية.
وتابع: كعادة التنظيم الانتهازية والكذب وعقيدته الميكافيلية المتوحشة قام بصنع هيكل كربلائي وحائط مبكى يصلي أمامه أعضاء التنظيم آناء الليل وأطراف النهار ليتم برمجتهم على ممارسة المظلومية كأسلوب حياة ويقوموا بدورهم بابتزاز الرأي العام من خلال هذه المظلومية المكذوبة لينالوا التعاطف والدعم ( الذي كتب كتاب أيام من حياتي المنسوب لزينب الغزالي هو يوسف ندا مهندس علاقات التنظيم بالمخابرات العالمية، كما أشرف يوسف ندا شخصيا على لجنة لكتابة عدة كتب تحت مسمى مذابح الإخوان في سجون ناصر، ونسب هذه الكتب لعنصر إخوان اسمه جابر رزق.
واستكمل: الأمر الثاني الذي وحد التنظيم هو صناعة عدو دائم يتمثل في انظمة الحكم ومؤسسات الدولة، وبما أن الهدف من إنشاء التنظيم لم يكتمل فإن الرعاة وهم أجهزة المخابرات الاستعمارية كانت تقوم بالدعم والحماية للتنظيم حتى يحقق الغرض منه وهو التوغل في المجتمعات واحتلال العقول لحين ساعة الصفر وإعطاء الأوامر بنشر الفوضى والحروب الأهلية إذا لزم الأمر تمهيدا لتفكيك الدول وتقسيمها.
وأردف: كانت ساعة الصفر أحداث 2011 في دول ما يسمى بالربيع العربي بدأ من تونس مرورا بمصر وباقي دول ما يسمى بالربيع العربي ونجحت خطة التنظيم في بعض الدول ولكن قام الشعب المصري بثورة 30 يونيو 2013 فبعثر كل الأوراق وحطم كل الأحلام وأبطل مفعول كل الخطط، وبدأ رعاة التنظيم يشعرون أنه انتهت صلاحيته وأصبح عبئا فالقوة على قارعة الطريق، فإن نجا أعادوا إنتاجه مرة أخرى، وإن تحلل فهو لا يعنيهم.
وأكد ربيع، أن التنظيم يصارع الآن أمواج الشتات، ولعل هذه الأمواج التي ستنهي وجود التنظيم هي الصراعات الداخلية والتنازع وتبادل الاتهامات وانقلاب السحر على الساحر، موضحا أنه هذا من سنن الله في الكون، مردفا: إن الله لا يهدي كيد الخائنين.
وسائل التجنيد فقدت مصداقيتها
منتصر عمران، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن الصراعات المشتعلة حاليًا داخل التنظيم الدولي للإخوان، وفي القلب منها فرعها الرئيسي في مصر، بسبب فشلهم ولفظهم من الشعب، الذي طالما تتطلع إلى حكمهم، وعندما حانت لهم الفرصة وتقلدوا مقاليد الأمور افتضح أمرهم.
وأكد عمران في تصريح خاص لـ«فيتو» أن الإخوان «جماعة مصلحجية» وسيلتها الشرع، ولكن غايتها الحكم والمصلحة الذاتية، موضحا أن سبب صراعاتها الداخلية الحالية، بعكس الماضي، بسبب كشف زيف وخداع المظلومية التي كانوا يجندون الشباب من أجلها ويخدعوا بها البسطاء من عامة الشعب، وكانوا يتحصلون بها على الأتباع والمؤيدين.
وأضاف: وقت المحن في الماضي، كان يزيدهم صلابة وتماسك وكانوا بالفعل على قلب رجل واحد، لأن الشعب لم يختبرهم ويفضح سريرتهم ومقصدهم الذي كان بعيدا عن الشرع الذي يتظاهرون يريدون تطبيقه على المجتمع في أدبياتهم، مردفا: بعد ثورة يونيو ونجاح الجيش في اقتلاعهم من الحكم، بإرادة شعبية جارفة أصبحت الصراعات داخل الجماعة في تزايد مستمر، لأن الأمور فضُحت والمواقف، أصبحت مكشوفة وعمالتهم باتت معروفة للقاصي والداني.